أكبر حديقة للحيوانات المهدّدة بالإنقراض في أوكرانيا تشهد حصاراً قرب الخطوط الأمامية للمعارك
Credits: ALEKSEY FILIPPOV / AFP

أكبر حديقة للحيوانات المهدّدة بالإنقراض في أوكرانيا تشهد حصاراً قرب الخطوط الأمامية للمعارك

يقبع موظفون عاملون في حديقة حيوانات ميكولايف، الأكبر من نوعها في أوكرانيا، تحت الحصار مع آلاف الحيوانات وسط توقعات باستمرار محنتهم بعدما أصابت الموقع صواريخ روسية عدة من بينها قذيفتان عنقوديتان.

عندما تدوي صفارات الإنذار في مدينة ميكولايف الواقعة على الطريق المؤدي إلى أوديسا التي تضم مرفأ أوكرانيا الرئيسي جنوب غرب البلاد، يخدش أحد النمور قضبان قفصه بغضب.

ويوضح عالم الطبيعيات في الحديقة فيكتور دياكونوف لوكالة فرنس برس أنّ من الصعب القول ما إذا كان الحيوان، وهو من نوع نمور الأمور التي تمثل "السلالة الفرعية الأكثر ندرة" لهذا النوع، يتفاعل مع الضوضاء أو مع الوجود غير الاعتيادي للغرباء، في ظل الإغلاق المستمر للحديقة منذ أربعة أسابيع.

والصاروخ الأول الذي سقط في 27 شباط/فبراير وحطم بلاط الممشى المحاذي للمكان حيث توضع النمور والدب القطبي، موجود حالياً في متحف الحديقة الذي تأسس قبل أكثر من 120 عاماً.

وأشار مدير الحديقة فولوديمير توبشي إلى عدم تسجيل إصابات جراء سقوط الصاروخ لا بين صفوف الموظفين ولا ضمن الحيوانات البالغ عددها أربعة آلاف، مضيفاً أنّ ما حصل أثار "توتراً كبيراً لدينا في ظل معركة دبابات على بُعد 600 متر من الحديقة".

ومنذ ذلك اليوم، سقطت ثلاثة صواريخ أخرى في الحديقة، أصاب أحدها قفص طائر من نوع الحباريات النادرة يظهر على شعارات أوكرانيا التقليدية، فيما طال الصاروخان الآخران أحد جدران مبنى الإدارة.

ويوضح عمّال الحديقة أنّ الصواريخ هي من نوع "أوراغان" وتمثّل قذائف عنقودية.

ونددت الأمم المتحدة ومنظمتا العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" باستخدام الجيش الروسي خصوصاً في شمال شرق أوكرانيا الذخائر العنقودية المحظورة بموجب اتفاقية أوسلو عام 2008 التي لم توقّع عليها موسكو.

وتنتشر الذخائر العنقودية التي تُصيب أهدافها عشوائيا، ضمن نطاق جغرافي واسع، وتطال نسبة كبيرة من المدنيين، ويمكن أن تقتل الأشخاص أو تحدث تشوهات لديهم بعد مدة طويلة على انتهاء المعارك لأنّها لا تنفجر كلّها بشكل فوري.

-أنواع مهددة بالانقراض-

ويشير توبشي إلى أنّ نصف أنواع الحيوانات الموجودة في الحديقة والبالغ عددها الإجمالي 400 نوع، مُدرجة ضمن القائمة الحمراء العالمية للأنواع المهددة بالانقراض.

لكنّ يتعذر حاليا إجلاؤها من المدينة التي يربطها ببقية أراضي البلاد التي لا تزال خاضعة لسيطرة الجيش الأوكراني، جسر على نهر بوك الجنوبي.

ويقول توبشي "لا توجد وسائل نقل كافية لإجلاء الحيوانات عبرها، فضلاً عن أنّ الطريق الوحيد المؤدي إلى أوديسا مزدحم للغاية".

ويضيف "لا يزال الطقس بارداً، وإذا نقلنا الزرافات والفيلة وأفراس النهر... يمكن ألّا تنجو"، مستبعداً احتمال التخلي عنها.

ويتابع أنّ الموظفين البالغ عددهم مئة يواصلون رغم الصعوبات "عملهم البطولي"، إذ ينامون أحياناً في الحديقة ليتجنبوا سلوك طرقات محفوفة بالمخاطر.

وهكذا حصل مع عالم الطبيعيات فيكتور دياكونوف الذي استقر في المكان مع زوجته، وهي طبيبة بيطرية.

ويقول "لكي أصل إلى الحديقة من مكان سكني الأساسي، علي أن أعبر جسراً يتم رفعه وخفضه في أوقات غير محددة، ما يتركني في حيرة دائمة بشأن إمكانية الذهاب إلى العمل"، مضيفاً "لهذا السبب، قررت وزوجتي البقاء في الحديقة لفترة معينة طالما أنّ الوضع غير مستقر".

وتقول المسؤولة عن رعاية الحيوانات أولغا وهي تراقب أحد أفراس النهر إنّ الحيوانات في الحديقة تواصل "العيش بهدوء".

ويؤكد توبشي أنّ "وضع الحيوانات جيّد في الوقت الحالي، إذ تأكل وتتكاثر"، وكانت وضعت أنثى نمر صغيراً يوم 8 آذار/مارس في ظل قصف كثيف. ويقول المدير "نحن في فصل الربيع وحالات الإنجاب ستبدأ".


AFP

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3