اضطراب الشخصية الإعتمادي يتميّز بالإتّكال الزائد على الأخرين لتلبية الحاجات النفسية والجسدية
Credits: AFP / YAWMIYATY

اضطراب الشخصية الإعتمادي يتميّز بالإتّكال الزائد على الأخرين لتلبية الحاجات النفسية والجسدية

نتفاجأ في كثير من الأحيان بسلوك غير معتاد من أحد المحيطين بنا. وفي وقت قد لا نجد تفسيراً لهذه التصرفات، ندرك بعد فترة أنّ هذا مرتبط بأحد اضطرابات الشخصية العديدة التي نجهل الكثير عنها. فإنّ الاضطرابات الشخصية هي نوع من الاضطرابات العقلية التي تظهر على تصرفات الفرد من حيث الأفكار والتصرفات، حيث يُعاني المُصابون بهذه الاضطرابات من صعوبة في التواصل مع الآخرين والتعامل مع المواقف، وهذا يؤدي إلى مشاكل عديدة في العلاقات والروابط الاجتماعية. إذًا ما هي أعراض وعلامات اضطراب الشخصية الاعتمادية التي يجب أن تعرفيها؟ هذا ما سيتطرق إليه مقالنا اليوم بهدف نشر الوعي أكثر حول الصحة النفسية.

اضطراب الشخصية الاعتمادية

تندرج أنواع اضطرابات الشخصية في ثلاث مجموعات، وهذا بناءً على الخصائص والأعراض المماثلة. والعديد من المرضى بأحد اضطرابات الشخصية لديهم أيضًا علامات وأعراض اضطراب شخصية إضافي واحد على الأقل. وليس من الضروري ظهور كل العلامات والأعراض المذكورة بشأن الاضطراب لتشخيص الإصابة به. فلكل نوع أنواع اضطرابات الشخصية ملامح مميزة ومعايير محددة. ولا يتشخص المريض بإصابته بأي نوع اضطراب إلا بعد مقابلته أكثر من معيار من هذه المعايير خلال الاختبارات النفسية. مع العلم أنّ أحياناً يظهر على المريض عدة ملامح أو سلوكيات مميزة لأكثر من نوع واحد من أنواع اضطرابات الشخصية.

يتميّز اضطراب الشخصية الاعتمادي أو Dependent personality disorder‏ بالاعتماد النفسي الزائد علي الأخرين. وهذا الاضطراب هو حالة طويلة المدى يعتمد فيها الشخص المصاب على غيره لإشباع احتياجاته النفسية والجسدية، مع تحقيق درجة ضئيلة جدا من الاستقلالية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الأسباب المتوفرة عن هذه الحالة محدودة جداً. لكن قد تساهم الكثير من العوامل في التسبب بها:

- العوامل الثقافية.

- التجارب المبكرة السلبية.

- يُمكن أن يكونَ هناك ميل وراثي نحو القلق.

- الصفات أو السِّمات التي تسري في العائلات (مثل الخضوع وانعدام الأمن وسلوك الخجل الذاتي).

أسباب وعلامات اضطرابات الشخصية الاعتمادية

- الاعتماد المفرط على الآخرين والشعور بالحاجة إلى الحصول على الرعاية.

- السلوك الخضوعي أو التعلقي تجاه الآخرين.

- خوف توفير الرعاية الذاتية أو العناية بالنفس في حالة الترك وحيدًا.

- فقدان الثقة بالنفس وطلب النصائح بإفراط والطمأنينة من الآخرين بشأن اتخاذ الاختيارات البسيطة. صعوبة بدء أو تنفيذ المشروعات دون مساعدة بسبب فقدان الثقة بالنفس.

- صعوبة الاختلاف مع الآخرين وخوف الرفض.

- فقدان الاستقلالية.

- تحمُّل المعاملة السيئة أو المسيئة، ولو مع توفر الخيارات الأخرى.

- الحاجة الإلحاحية لبدء علاقة جديدة بعد انتهاء علاقة أخرى قريبة.

 

التشخيص

ولكي يقوم الأطباء بتشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادي، يجب أن يكون لدى المرضى حاجة مستمرّة ومفرطة للعناية بهم. ممّا يؤدي إلى خضوعهم وسلوكهم الاعتمادي، كما هو مُبيّن في خمسة على الأقلّ ممّا يلي:

- حيث يواجهون صعوبة في اتّخاذ القرارات اليومية دون الإفراط في تلقّي المشورة والطمأنة من الآخرين.

- يحتاجون إلى أن يكون الآخرون مسؤولين عن أهمّ جوانب حياتهم.

- يواجهون صعوبة في التعبير عن خلافهم مع الآخرين، لأنّهم يخافون من فقدان الدعم أو القبول.

كما يواجهون صعوبة في البدء بمشاريع من تلقاء أنفسهم، لأنّهم غير واثقين في أحكامهم أو قدراتهم (ليس لأنهم يفتقرون إلى الدافع أو الطاقة).

هم على استعداد لبذل جهود كبيرة (على سبيل المثال، القيام بمهام غير سارة) للحصول على الدعم من الآخرين.

يشعرون بالانزعاج أو العجز عندما يكونون بمفردهم، لأنّهم يخشون من عدم قدرتهم على الاعتناء بأنفسهم.

عندما تنتهي إحدى العلاقات الوثيقة، يشعران بالحاجة الملحّة إلى إقامة علاقة جديدة مع شخص ما يقدّم لهم الرعايةَ والدعم.

يكونون منشغلين بالخوف من تركهم للعناية بأنفسهم.

كما يجب أن تكون الأعراض قد بدأت في وقتٍ مبكرٍ من مرحلة ما بعدَ البلوغ أيضًا.

(يومياتي)

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3