أيّها النواب التغييريون إضربوا على الطاولة وأمهلوا برّي وعون والمسؤولين جميعاً ساعات فقط لوقف المأساة

أيّها النواب التغييريون إضربوا على الطاولة وأمهلوا برّي وعون والمسؤولين جميعاً ساعات فقط لوقف المأساة

اقتحم الدولار في السوق سعر الـ34 ألف ليرة ويتوجه بسرعة إلى الـ40 ولا أحدا يردّه. والمأساة تضرب في عمق العائلات التي لم تعد تستطيع أن تدخل متجراً لتشتري أي شيء. أما المسؤولون فـ"على مهلهم" ليس على بالهم بال كأن الحياة تسير في شكل طبيعي. وعلى الجميع الإنتظار والتمسك بالصبر.

نفد صبر الناس. لكن الرئيس نبيه بري لم يعلم على ما يبدو. لم يخبره أحد أن اللبنانيين ما عادوا قادرين على انتظار "الظروف المؤاتية" كي يتفضل بدعوة مجلس النواب الجديد لانتخاب رئيس له ونائب رئيس وأمانة السر واللجان كي ينطلق البرلمان في مهماته المستعجلة بأقصى سرعة. تُرى هل هو تمهّل مقصود لاستيعاب آثار فوز مجموعة "التغييريين" و"السياديين" وفقدان "حزب الله" وحلفاؤه الأكثرية؟

هل بدأت تباشير انقلاب مضاد على إرادة الشعب جرياً على عادة التركيبة الحاكمة كلما فقدت الأكثرية، كما فعلت على مدى 13 سنة عندما فازت "قوى 14 آذار" سابقاً بانتخابات 2005 و2009 واستمرت مسلوبة الفاعلية والتأثير حتى خسارتها المدوّية بفعل "التسوية الرئاسية" وأداء هذه القوى السيّىء والمتهرب من المسؤولية والمواجهة في 2018؟ 

معه مهلة قانونية- سياسية الرئيس بري تمتد 15 يوماً، ولكن ليس معه مهلة أخلاقية - إنسانية أدبية تجاه الناس الموجوعين من الغلاء الجنوني، والذين نفدت احتياطاتهم ومداخيلهم، إذا كانت لديهم أصلاً إحتياطات ومداخيل. هل يفكر المسؤول لحظة بينه وبين نفسه ماذا يفعل أبٌ إذا احتاج طفله أو عائلته إلى طعام أو أيّ شيء من ضرورات الإستمرار قيد الحياة ولم يجد إليه سبيلاً؟  هل يسرق أو ينهب أو ينزل إلى الشارع ويحرق دواليب كي لا يحرق نفسه ويصرخ تعبيراً عن يأسه غضبه؟ لو فكّر رئيس المجلس السابق – العائد على هذا النحو لما صرّح بما صرّح به.

لربما كانت التركيبة الحاكمة المتمهلة المستأنسة بالوضع، والمنصرفة إلى الإعتناء بأوزانها وأحجامها الجديدة، لا تزال تعتقد أن غالبية اللبنانيين والمقيمين في لبنان هي مثلهم لا تزال قادرة على ارتياد المطاعم والسفر والتبضع من الأسواق التجارية وعيش حياة الفرح واتلبحبوحة والإزدهار كما في السابق.

لذلك تقع على "كتلة التغييريين" الـ14 خصوصاً مهمّة دق نفير الإنذار، فوراً بلا تردّد. اضربوا على الطاولة ليدرك الغافلون المفترض أنهم مسؤولون أن أمامهم مهلة ساعات فقط، وليس أيامٍ لإنجاز الترتيبات والإستحقاقات بأسرع ما يكون. فيتوجه غداً النواب إلى المجلس ويقوموا بواجباتهم باستكمال هيئات البرلمان. كذلك عليهم إبلاغ رئيس الجمهورية أن زمن المماطلة بلا حدود زمنية في تحديد موعد للإستشارات الملزمة من أجل تكليف رئيس لمجلس الوزراء قد ولّى. الظروف لم تعد تسمح بالمماحكات والمماطلات والشروط والشروط المضادة في عملية التأليف. وانتهت أيضاً أيام التعطيل لفرض رئيس الجمهورية الذي تريده الطغمة الحاكمة.

وفي هذه المرحلة المطلوب حالياً أن تصدر مراسيم تأليف حكومة تكنوقراط قادرة على وقف الكارثة والبدء بمعالجتها خلال أيام معدودة. أو فليدعُ نوّاب التغيير والثورة الشعب، كل الشعب، للنزول إلى الطرق والساحات وإعلان رأيهم بالحناجر والأرجل، من جديد وعلى مساحة كل لبنان.

لأنه يبدو أن المسؤولين رغم كل ما جرى ما زالوا في بروج عاجية لا يفهمون ولا يعقلون.  

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3