ازدياد إستهلاك اللبناني لأدوية الأعصاب والمهدّئات بحسب مؤشّر غالوب العالمي... نسبة الحزن لدى اللبنانيين بلغت 56% وتضاعفت من 2018 إلى 2021 بعد وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت وأزمة الدولار
Credits: SBI

ازدياد إستهلاك اللبناني لأدوية الأعصاب والمهدّئات بحسب مؤشّر غالوب العالمي... نسبة الحزن لدى اللبنانيين بلغت 56% وتضاعفت من 2018 إلى 2021 بعد وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت وأزمة الدولار

توصّل مؤشّر "غالوب" العالمي مؤخراً إلى خلاصة مفادها أنّ "اللبناني يعيش أسوأ حياة في العالم"، لافتاً إلى أنّ 4 في المائة فقط من اللبنانيين قيّموا حياتهم بشكل إيجابي، بما يكفي لاعتبارها مزدهرة وهي أسوأ نتيجة في سجل "غالوب" لأي بلد.

 

 

لكن لا تبدو هذه النتيجة صادمة لأي مواطن لبناني، حتى ولو كانت تعتمد على تقويم قامت به "غالوب" عام 2019، إذ إنّ الأزمات في لبنان بدأت عام 2019، واستفحلت خلال عام 2020 وما زالت مستمرة حتى اليوم، لا سيّما بعد وباء كورونا وانفجار المرفأ وأزمة الدولار، والتفلّت الأمني والإجتماعي، التي زادت معاناة حياة اللبناني اليوميّة.

وليس غريباً مع كلّ هذه الضغوطات أن تكون أدوية الأعصاب والمهدئات من الأدوية الاولى التي انقطعت من الأسواق اللبنانيّة.

 

ويُعتبر الاكتئاب من الاضطرابات الشائعة. وشهد العالم في عام 2020، ازدياد حجم هذه الشريحة التي تعاني مشاكل نفسية عدة. وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص من كل الأعمار حول العالم من الإكتئاب. واعتُبر الاكتئاب السبب الرئيسي للعجز في العالم، وهو المساهم الأساسي في العبء العالمي الكلي للمرض، كما تتأثر النساء بهذا الاضطراب أكثر من الرجال.

وإذا كانت نسبة اللبنانيين الذين شعروا بالحزن، تضاعفت حسب "غالوب" من عام 2018 إلى عام 2021، لتبلغ 56 في المائة، مترافقة مع ارتفاع القلق ليصل إلى نسبة 47 في المائة، والضغط إلى 61 في المائة، فإنّه يمكن الحديث حالياً عن "اضطراب ما بعد الصدمة على مستوى جماعي يعيشه اللبنانيون"، حسب الموقع ذاته.

 

كما أكّدت مرجعيات طبيّة أن استهلاك المهدئات (كزاناكس، لكزوتانيل…) ارتفع 20% في الفترة الأخيرة. وهذا يعني أن هذه الأدوية لم تعُد محصورة بالمرضى فقط، وإنّما تطال شريحة أوسع من الناس. وتساهم أسباب كثيرة في وصول الناس إلى حافة الكآبة والقلق.

 

أيضًا أكّد وزير الصحة السابق جميل جبق في تصريح له أنّ "30% من اللبنانيين يتعاطون أدوية أعصاب بشكل دائم و30% آخرين يتعاطونها بشكل موقت". حسب الدراسة، "فالكل في لبنان يعيش حال الخوف والقلق والفراغ واجترار الأفكار السوداوية طوال الوقت"، الأمر الذي يجعل اللبنانيين يعيشون نوعاً من الاكتئاب الجماعي يعبرون عنه بحياتهم اليومية وبعلاقاتهم مع الآخرين، لا سيّما مع الأسرة، ومن هنا قد نشهد ارتفاعاً في حالات العنف الأسري، وبالجرائم التي قد تحصل لأسباب بسيطة مثل أحقيّة مرور، وحتى لتزايد الأفكار الانتحاريّة.


صوت بيروت انترناشيونال

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3