تصفيات مونديال 2022: المقدونيون يهددون إيطاليا بطلة أوروبا

بعد الثقة التي اكتسبتها جراء مشاركتها في كأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخها، تمني مقدونيا الشمالية النفس بصنع المفاجأة الخميس، حين تحل ضيفة على إيطاليا في باليرمو في نصف نهائي المسار الثالث من الملحق الأوروبي المؤهل الى مونديال قطر 2022.وبمقاربة "لا شيء نخسره"، تهدّد مقدونيا الشمالية "أتزوري" بحرمانه من المشاركة في النهائيات للمرة الثانية توالياً، بعدما لعبت دوراً حاسماً في حرمان الإيطاليين من التأهل المباشر الى مونديال 2018 واجبارهم على خوض الملحق ضد السويد التي انتزعت بطاقة تأهلها على حسابهم.اعتقد المنتخب الإيطالي أنه سيكون في مهمة سهلة خلال استضافته لمقدونيا الشمالية في 6 تشرين الأول/أكتوبر 2017 في الملعب الأولمبي في تورينو ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الأوروبية لمونديال روسيا 2018، لاسيما بعد فوزه ذهاباً خارج قواعده 3-2.كانت إيطاليا في طريقها لحسم المباراة بتقدمها حتى الدقيقة 77 بهدف جورجو كييليني، لكن ألكسندر ترايكوفسكي خطف التعادل لبلاده وحرم "أتزوري" من نقطتين في هذه الجولة قبل الأخيرة، ما ساهم في إنهائه التصفيات خلف إسبانيا.صحيح أن التعادل لم يكن سبباً في اكتفاء إيطاليا بالوصافة بما أنهت منافسات المجموعة السابعة بفارق 5 نقاط خلف إسبانيا، لكنه حدد مصيرها قبل حتى الوصول الى الجولة الختامية.ويعود ترايكوفسكي الخميس الى ملعب يعرفه جيداً كونه دافع عن ألوان باليرمو طيلة أربعة مواسم حتى عام 2019، ويمني النفس بالاعتماد على معرفته بالملعب لكي يصعق إيطاليا مجدداً ويحرمها حتى من بلوغ نهائي المسار الثالث المقرر الثلاثاء في أرض البرتغال أو تركيا.ويتذكر ابن الـ29 عاماً الذي يدافع حالياً عن ألوان الفيحاء السعودي، الهدف الذي سجله ضد إيطاليا في ذلك التعادل، قائلاً لوكالة فرانس برس "آمل إذا تكرر هذا الأمر، أن يكون الهدف من أجل الفوز" وليس التعادل.وتابع "كنت سعيداً جداً عندما علمت بأن المباراة ستقام في باليرمو لأني سأعود الى المدينة التي أمضيت فيها أربعة أعوام. يجب أن نكون متحفزين الى أقصى درجة لتحقيق نتيجة إيجابية".ويدرك ترايكوفسكي جيداً بأن مقدونيا الشمالية ستواجه الخميس منتخباً مختلفاً تماماً عن الذي تعادله معه في تصفيات مونديال 2018، إذ أنه يحتل حالياً المركز السادس في تصنيف "فيفا" وهو قادم من تتويج رائع بكأس أوروبا الصيف الماضي."لسنا ذاهبين للسياحة" كما تخوض مقدونيا الشمالية اللقاء بغياب لاعبين مؤثرين، لاسيما نجم نابولي الإيطالي إليف إيلماس ولاعب الوسط تيهومير كوستادينوف بسبب الإيقاف.لكن المدرب بوبي ميليفسكي يبقى واثقاً بشأن حظوظ فريقه، لاسيما بعد المشاركة التاريخية في كأس أوروبا الصيف الماضي رغم أنها خسرت مبارياتها الثلاث ضد النمسا (1-3) وأوكرانيا (1-2) وهولندا (صفر-3).وشدد ميليفسكي على "أننا لسنا ذاهبين الى إيطاليا من أجل السياحة، بل لنتفوق (عليهم) والفوز".ويرى أن فريقه يتمتع بالمواهب والعزم الضروري لتحقيق المفاجأة على حساب أبطال العالم أربع مرات، موضحاً "تفاؤلنا يستند الى الوقائع. أعرف جيداً وأرى جيداً كيف يتصرف لاعبونا. سأكون أكثر من سعيداً إذا استخفوا (الإيطاليون) بنا. هؤلاء الشبان أظهروا أن باستطاعتهم تحقيق أشياء عظيمة".ورغم أنها أنهت منافسات المجموعة العاشرة من تصفيات قطر 2022 بفارق 9 نقاط عن المنتخب الألماني العملاق، فإن مقدونيا الشمالية تفوقت على منتخب أكثر حنكة وخبرة لتتأهل الى الملحق القاري، وهو المنتخب الروماني الذي حل ثالثاً.وما يؤكد قدرة منتخب البلد الذي لا يتجاوز عدد سكانه المليوني نسمة، على تحقيق المفاجأة في باليرمو وربما حتى التأهل الى النهائيات العالمية للمرة الأولى، هو اسقاطه للعملاق الألماني في أرضه 2-1 بهدفي غوران بانديف الذي اعتزل بعد كأس أوروبا، وإيلماس خلال تصفيات المونديال الحالي في آذار/مارس 2021