في اليوم العالمي للكذب... تاريخ وأصل كذبة أبريل أو كذبة نيسان
يصادف تاريخ اليوم الأول من شهر أبريل/نيسان من كل عام مناسبة عالمية للكذب (بالإنكليزية: April Fools' Day). فكذبة أبريل أو كذبة نيسان من المناسبات السنوية التي أصبحت تقليدية بحيث اعتاد الناس على الاحتفال فيه وإطلاق النكات واللعب بالأعصاب بنسج خدع ومقالب.
وهذا اليوم هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم ما عدا الشعبين الإسباني والألماني والسبب أن هذا اليوم مقدس في إسبانيا دينياً أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد "بسمارك" الزعيم الألماني المعروف.
كيف ظهرت كذبة أبريل/نيسان في واقع الأمر؟
تُروى العديد أساطير حول أصول المناسبة ولطالما تاريخها محط جدل، إلا أن أغلب الأساطير تعود إلى قصة مفادها أن هذا قد يكون مرتبطًا بتغيير التقويم الميلادي المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564. ففي ذلك الوقت، بعد مرور 20 عامًا على "مجمع ترنت"، تم إلغاء التقويم اليولياني واستبداله بالتقويم الغريغوري.
وأراد البابا غريغوريوس الثالث عشر آنذاك الأمر بهذه الطريقة:
يجب أن يبدأ العام الجديد في الأول من يناير/كانون الثاني. وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم.
وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من كانون الثاني فات العديد موعد التغيير وكانوا ما زالوا يعتبرون الأول من أبريل/نيسان هو اليوم الأول من العام الجديد، وكان أناس غيرهم يتباطؤون في تبني تغيير التقويم الجديد الذي فرض عليهم. ومن ثم أطلق عليهم ضحايا نيسان وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وعلى نطاق واسع في إنكلترا بحلول القرن السابع عشر ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا نكتة نيسان.
وهكذا أصبح الأول من أبريل/نيسان هدفاً للسخرية – ومن هنا وُلدت كذبة أبريل.
لكن هنالك نظريات أخرى لا تزال قائمة أيضًا. فيرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وبين عيد هولي المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 آذار من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من نيسان.
أشهر الأكاذيب في هذا اليوم
كذبة أبريل الأولى
تعود أول الأكاذيب الموثقة إلى عام 1698 في لندن حين أُعلن للجماهير أنهم مدعوون لمشاهدة الحفل السنوي لغسل الأسود في برج لندن مقابل دفع ثمن التذكرة، وبالفعل دفع العديد من الأشخاص ثمن التذاكر، ولكنهم مع الأسف ذهبوا إلى البرج ولم يجدوا ولو أسدا واحدا بانتظارهم.
أشجار السباغيتي في سويسرا
وتعود الكذبة الأكثر شهرة البي بي سي BBC في الأول من أبريل عام 1957، حين نشر "ريتشارد ديمبلي" خبرا حول وفرة محصول السباغيتي في سويسرا لذلك الموسم. وهو المقلب الذي وقع ضحيته آلاف المتابعين والمشاهدين، حتى إن بعض المشاهدين اتصلوا متسائلين عن كيفية زراعتها، ليقال لهم أن يغرسوا بعض قطع السباغيتي في علبة تحتوي على شرائح طماطم.
تحدي الجاذبية
في عام 1976 أعلن الفيزيائي البارز باتريك مور في إذاعة "بي بي سي BBC راديو 2" أنه في الساعة 9.47 صباحا سيتم الشعور بما وصفه بـ "تأثير جاذبية مزدوج من كوكبي زحل وبلوتو".
وقال إنه في لحظة معينة سيصطف الكوكبان في خط واحد وستصبح الجاذبية على الأرض أضعف، فإذا قفزت في الهواء في التوقيت الصحيح، فإنك تقريبا ستطفو في الهواء.
بالطبع لم يكن لهذا الإعلان أي علاقة بالعلم، ولكن وقع الكثيرون ضحية هذه الخدعة وظل بعضهم يتداولها بوصفها حقيقة علمية.
جزر سان سَريف
في عام 1977، نشرت صحيفة الغارديان نشرة إرشادية للسفر إلى جزيرتين خياليتين تحت اسم "سان سريف"، وقالت إن هاتين الجزيرتين؛ وهما الجزيرة الشمالية الأكبر وسمتها "أبر كيس" والجزيرة الجنوبية الأصغر وسمتها "لَور كيس"، تشكلان ما يُشبه الفاصلة (الفارزة) المنقوطة في علامات الترقيم في الكتابة.
كذبات أخرى
وفي أبريل عام 1980 أعلنت بي بي سي لمستمعيها أن ساعة بيغ بن ستدخل العصر الرقمي، وأشارت إلى أن أول من سيتصل من المستمعين يمكن أن يحصل على عقارب الساعة التي سيتم الاستغناء عنها. وفي أبريل من عام 2008، نشرت بي بي سي خبرا عن اكتشاف سلالة من طيور البطريق القابلة للطيران، وبثت مقطع فيديو مزيفا حظي بأكثر من 6 ملايين مشاهدة
ويبقى الأول من نيسان هو اليوم المباح فيه الكذب لدى 21عديد من شعوب العالم وهو يوم للمزاح والضحك.
