خاص- إخفاقات بالجُملة في مسلسلات رمضان 2024 ... خيبة أمل وهشاشة جعلته الموسم الأضعف
Credits: info3

خاص- إخفاقات بالجُملة في مسلسلات رمضان 2024 ... خيبة أمل وهشاشة جعلته الموسم الأضعف

أميرة عبّاس

 

باستثناء القليل القليل منها... أشعر بالإحباط خلال مشاهدة مسلسلات موسم رمضان 2024 حيث عُرضت لغاية اليوم أكثر من منتصف حلقات هذه المسلسلات العربية دون أن نرى بريقاً منها ليكون هو الموسم الأضعف على الإطلاق منذ سنوات!

 

التقييم الأوّلي لهذا الموسم نضع له عنواناً عريضاً بعبارة خيبة الأمل حيث كان صناع الدراما يُسوّقون لأعمال كثيرة اعتقدنا أنها ستُقدّم مادة درامية مميزة، ولعل الأسوأ في رمضان 2024 هي المسلسلات العربية المشتركة Pan Arab لاسيما اللبنانية السورية المشتركة منها لكن الدراما المصرية كسبت الرهان في بعض الأعمال التي لم يكن من المتوقّع نجاحها بهذا الشكل.

ولا بد من التنويه بأنّ تقييم مدى نجاح المسلسلات يجب ألّا يكون معياره جمهور منصات التواصل الاجتماعي، ومما لا شك فيه أيضاً أنّ هناك مسلسلات قد تحقق جماهيرية كبيرة مفتعلة أو غير مفتعلة لكنها تفتقد القيمة الفنية على عكس الأعمال النخبوية التي تحمل هذه القيمة بعيداً عن ضجيج الجماهيرية.

أما ما تعاني منه معظم مسلسلات رمضان 2024 فهي تتمثّل بالخلل في بعض العناصر الفنية للعمل الواحد، مثلاً نجد مسلسلاً جذاباً في قصته لكن أداء بطله غير مقنع أو رؤية مخرجه غير موفّقة لإقناع المُشاهد، فيما نرى أعمالاً أخرى اعتمدت على نجومية البطل/ة والأداء المحترف في إعداد شخصيته الدرامية لكن العمل افتقد لعناصر فنية أخرى، وبالتالي لا يكتمل نجاح أي مسلسل دون أن تُمسَك حزمة جميع عناصره بحنكة!

 

ولكي لا نتحدث بصورة فضفاضة نستعرض بعض الملاحظات حول مسلسلات رمضان 2024:

في مسلسل "نقطة إنتهى" )بطولة عابد فهد، ندى بو فرحات،عادل كرم، أنس طيارة، تأليف فادي حسين، إخراج محمد عبد العزيز، إنتاج الصبّاح إخوان) يُؤخذ عليه تكراره الرؤية الإخراجية لمسلسل "النار بالنار" إذ استخدم المخرج نفس الأماكن والصورة القاتمة، كما لم يجتهد بطله عابد فهد في استخدام أدواته التمثيلية حتى مع تصاعد وتيرة الأحداث الدرامية فاعتمد ذات لغة الجسد ونبرة الصوت!

بالنسبة لمسلسل "نظرة حب" (بطولة باسل خياط وكارمن بصيبص، من تأليف رافي وهبي، إخراج حسام علي، وإنتاج هلال أرناؤوط) يعاني العمل من الرتابة خاصة في تأخّر لقاء البطليْن رغم أنّه يرتكز على قصة حب لكنها أقرب لأن تكون سريالية بأداء سلحفاتي!

أما مسلسل "ع أمل" (بطولة ماغي بو غصن، بديع أبو شقرا، عمّار شلق، مهيار خضور، تأليف نادين جابر، إخراج رامي حنّا وإنتاج إيغل فيلمز) فهو بالتأكيد من الأعمال التي حققت نجاحاً هذا الموسم لأنّ قصته هي البطل الحقيقي في هذا العمل، لكن يُؤخَذ عليه تكرار نفس وجوه الأبطال والممثلين الذين تتعاون معهم شركة الإنتاج المذكورة، كما كان من الأجدى ببطلته أن تأخذ قسطاً من الراحة هذا الموسم أو العودة إلى الكوميديا التي تجيدها بإتقان كي لا تُقدّم دوراً أو أداءً أقل مستوى من شخصية سحر التي جسّدتها في سلسلة أجزاء للموت.

ونستمر مع مسلسلات Pan Arab لكن بعيداً عن الأعمال اللبنانية السورية المشتركة حيث نتوقّف عند المسلسل الذي جمع نجوم من الكويت، مصر، لبنان وسوريا ألا وهو "زوجة واحدة لا تكفي" (بطولة هدى حسين، ماجد المصري، نور الغندور، أيتن عامر، تأليف هبة مشاري حمادة، إخراج علي العلي، إنتاج إيغل فيلمز)، يعاني هذا العمل من أزمة هوية إن جاز التعبير حيث يُقدّم قصة بعيدة عن واقع المجتمع العربي محاولاً سرد أحداث مختلفة لكنه وقع في فخ اقتباس أفكار من مسلسلات أميركية لا تشبه الواقع المحلي. كما حاول إعادة تقديم مسألة تعدد الزوجات كالمسلسل المصري الشهير عائلة الحاج متولي مع نفحة كوميدية.

 

وفيما خص المسلسلات السورية، حاول مسلسل "تاج" (بطولة تيم حسن، تأليف عمر بو سعدة، إخراج سامر البرقاوي وإنتاج الصبّاح إخوان) تقديم عمل تاريخي من صلب واقع بلاد الشام في فترة الإنتداب ورغم أنّ الديكور والأزياء وتصميم المعارك هي من العناصر الفنية التي شُغِلت بصورة لافتة إلا أنّ العمل لم يحقق النجاح والانتشار العربي المرجو منه، كما يجب أن يخلع بطله تيم حسن عباءة البطل الشعبي منعاً لوقوعه في فخ الأدوار النمطية.

أما مسلسل "ولاد بديعة" (بطولة سلافة معمار، محمود نصر، يامن الحجلي، سامر إسماعيل، تأليف علي وجيه ويامن الحجلي إخراج رشا شربتجي) عوّل على نجومية أبطاله وشد الحبكة الدرامية بأحداث تشويقية في قصة مستهلكة لكن يؤخذ عليه كثرة مشاهد العنف والدموية.

وتأتي المسلسلات المصرية في صدارة المشهد الدرامي لموسم رمضان 2024 حيث حققت نجاحاً لافتاً رغم ما تعرّضت له من إنتقادات.

وهنا نتوقف عند مسلسل "الحشاشين" (بطولة كريم عبد العزيز، تأليف عبد الرحيم كمال، إخراج بيتر ميمي) الذي يُعد من أكثر الأعمال المنتظر عرضها في هذا الموسم لكنه لم يلقَ إجماعاً حول نجاحه بل كان عُرضة للإنتقاد رغم ضخامة إنتاجه وإخراجه وتصويره الذي تطلّب مجهوداً كبيراً من صناعه ولا يجب الإغفال عن ذلك في معرض إنتقاده.

وبالنسبة لمسلسل "العتاولة" (بطولة أحمد السقا، طارق لطفي، باسم سمرة، تأليف هشام هلال وإخراج أحمد خالد موسى) فهو واحد من أفضل الأعمال المصرية لهذا الموسم رغم أنّ السقا لم يكن مقنعاً بهذه الشخصية، وبالنسبة لباقي الشخصيات لقد تميّز الممثل طارق لطفي بدوره حيث تقمّص الدور وتشبّع به فيزيولوجياً وسيكولوجياً وسوسيولوجياً، كما تميّز مخرج المسلسل بالصورة الجميلة والزاهية التي قدّمها لطبيعة أماكن التصوير بين بيروت والاسكندرية.

ومن الأعمال التي لفتتنا أيضاً نذكر مسلسل "نعمة الأفوكاتو" (بطولة مي عمر، تأليف مهاب طارق ومحمد سامي وإخراج الأخير)، هذا المسلسل أظهر نضجاً فنياً في أداء بطلته مي عمر مقارنة بأدوارها السابقة لكنها لا زالت غير قادرة "أن تحمل مسلسل على أكتافها" ببطولة مطلقة، كما تضمّن المسلسل أحداثاً لا تمت للواقع بصلة وبصورة غير منطقية ومبالغ بها. أيضاً تألّق مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" (بطولة سلمى أبو ضيف، ليلى زاهر، تأليف سمر طاهر وإخراج ياسمين أحمد كامل) حيث طرح مسألة المشاكل التي تترتب على الناس راهناً بسبب منصات التواصل الاجتماعي بحثاً عن الترند والمال.

وعلى الصعيد الكوميدي، ترفع القبعة لمسلسل "أشغال شقة" (بطولة هشام ماجد وأسماء جلال، تأليف خالد وشيرين دياب، إخراج خالد دياب)حيث استطاع إضحاك الجمهور بأسلوب السهل الممتنع.

 

في الختام، تتعدّد الأسباب التي تجعل صناعة الدراما العربية راهناً أمام أزمة حقيقية أوّلها اختلاف ذائقة الجمهور الذي يبحث عمّا هو جديد ومختلف وأصبح ناقداً غير متلقياً فقط مثلما كان الحال في حقبة التسعينات وما قبلها، وبالتأكيد يعي صناع الدراما حقيقة هذا الأمر لكن هل سيعتمدون في الموسم الرمضاني المقبل على آلية تتوافق مع هذه التغييرات في متطلبات الجمهور؟!

 

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3