صفعة

صفعة "التغيير" للسلطة... لا تحدث التسونامي الانقلابية، بمشاركة حوالى 41% فقط من الناخبين! ولا أمل بالتغيير من دون جبهة واسعة! المسيحيون يعاقبون رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره، والشيعة يضعون خطاً أحمر و"فيتو ميثاقي"

وجهت القوى التغييرية صفعة قاسية لأحزاب السلطة، من دون أن تحدث انقلاباً جدياً في إدارة البلاد! فالمتفائلون راضون بحوالى 10 نواب (11 محتملين) للثورة في المجلس النيابي الجديد من أصل 128 نائباً، في حين أن تشتت اللوائح حرم الثورة من تحقيق تسونامي، كان يمكنها أن تصل بحوالى 30 الى 40 نائباً الى المجلس، أي بين ربع وثلث عدد أعضائه، مع تسجيل عدم قدرة للقوى التغييرية مجتمعة بالخرق بأي مقعد شيعي. فالطائفة الشيعية وضعت خطاً أحمر في وجه التغيير!

ويمكن هنا الحديث عن الطائفة الشيعية بغالبيتها الساحقة في كل المناطق التي ما زالت تلتزم بتمثيلها بالثنائي أمل - حزب الله! هذا الخط الأحمر سيكون "الفيتو الميثاقي" الرافض لأي تغيير ممكن بالاعتماد على سلاح الحزب.

 

*سقوط رموز لحزب الله والنظام السوري!*

 

ومع ذلك، أسقطت القوى التغييرية رموزاً كبيرة للسلطة، أبرزها الزعيم الدرزي طلال إرسلان والنائب ايلي الفرزلي والوزير القومي أسعد حردان... وهي جميعها رموز موالية للنظام السوري. ولكن مناطق كثيرة، وبخاصة المسيحية، اختارت التغيير عبر إعادة انتخاب النواب المستقيلين، من دون إضافة جدية عليهم. وقامت باستبدال النواب التابعين لرئيس الجمهورية ميشال عون وتياره بنواب للقوات اللبنانية التي نجحت في الحصول على أكبر كتلة نيابية تخطت العشرين نائباً.

 

*الصوت الاغترابي يطلق رياح التغيير!*

 

خسرت القوى التغييرية برفض توحدها فرصة التغيير الحقيقية. فلم تحدث انقلاباً يعطي أملاً بإخراج لبنان من جهنم. فهي لن تكون قادرة على فرض حكومات لا يريدها حزب الله. وإن كانت ستكون ضاغطة عليه، حارمة إياه من أكثرية تسهل عليه الاستمرار بالسيطرة على كل مفاصل الحكم. وكان الصوت الاغترابي قد حدد بوصلة التصويت الداخلي وأرسل رياح التغيير الى الوطن!

 

*جبهة واسعة قادرة على مواجهة السلاح!*

 

إن بارقة الأمل مستقبلاً تكمن في فهم القوى التغييرية ضرورة تكوين جبهة كبيرة مع أركان المعارضة السابقة تمكنها من مواجهة سياسية ندية لحزب الله وتحقيق توازن سياسي مع سلاحه. وإلا فإن لبنان سيفقد 4 سنوات جديدة من عمره في زمن انهيار مالي إقتصادي إجتماعي أكثر من محتمل وأكثر من جدي قد يطيح بكافة أركان الدولة، ولن يعطي فترة سماح للمجلس الجديد. تغيير مستقبلي محتمل كان يمكن أن تتحقق الآن!

 

غداً يوم نضالي جديد في وجه موجة الأزمات المالية والاجتماعية المتجددة مع مواجهات ساخنة في انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب واختيار رئيس حكومة جديدة ولاحقاً انتخاب رئيس جديد للجمهورية. مواجهات كلها سيلحفها النفس التغييري في مواجهة جبروت سلاح حزب الله واستعماله اليومي في السياسة اللبنانية!

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3