بولا يعقوبيان - مرشّحة عن مقعد الأرمن الأرثوذكس-دائرة بيروت الأولى - لِوطني
(فيديو)

بولا يعقوبيان - مرشّحة عن مقعد الأرمن الأرثوذكس-دائرة بيروت الأولى - لِوطني (فيديو)

1-ما هو دافعك إلى الترشح لهذه الانتخابات، ولماذا اخترت اللائحة التي ترشحت عليها؟

أعتقد أنّ كل لبناني يجب أن يكون منخرطًا في الحياة السياسية بعد ما وصلت الأمور إلى الحضيض. ترشّحت في 2018 واليوم أعود لأترشّح ضمن لائحة مشابهة لثقتي بأنّ هؤلاء الأشخاص سوف يعملون لمصلحة الناس ككتلة فاعلة في مجلس النواب إلى جانب اللبنانيّين.

 

 

2-هل تعطينا فكرة عن سيرتك الأكاديمية والمهنية والسياسية؟

 

أنا صحافية منذ أكثر من 25 سنة، حاصلة على شهادة جامعية في اختصاص العلوم السياسية والإدارية، وعملت في أكثر من محطة تلفزيونية، وحاورت رؤساء من مختلف دول العالم، كما دخلت الحياة السياسية وأنا لديّ مخزون من الصحافة إلى جانب دراستي الجامعية التي ساعدتني في هذا المجال كثيرًا.

 

 

3- من أين تبدأ في رأيك مسيرة استعادة لبنان لعافيته؟ من عودة السيادة او من مكافحة الفساد؟

عودة السيادة ومكافحة الفساد يجب سيرهما معًا بالتوازي، لأننا في بلد محتل تتواجد فيه ميليشيا أقوى من الدولة، فبوجود دولة فوق الدولة لن يكون الوطن "سويًا". وفي نفس الوقت، يحب ألّا نعتقد بمسلّمات تقول أنّ الفساد سببه وجود أسلحة، فهذا أمر غير مقبول، فإذا هناك سلاح هذا لا يعني أنّنا لا نستطيع حل أزمة الكهرباء والنفايات، بل يجب التخلص من السلاح وأن يصبح حزب الله حزبًا سياسيًا أسوة بباقي الأحزاب ولكي نصل لذلك يجب مكافحة الفساد مع الحفاظ على البلد ليكون للأجيال القادمة "ببلد قابل للحياة".

 

4- ما هو رأيك في الدعوة إلى حياد لبنان؟

 

حياد لبنان، كنتُ أول مَن قالت "هو حياة لبنان"، وهو حلم يجب تحقيقه، فنحن بلد صغير في محيط متفجّر وموقعه الجيوسياسي صعب كثيرًا، لذلك من الضروري أن يكون على الحياد وهذا ما يتطلّب العديد من الشروط فيجب أن تعترف الدول المحيطة به بإحترام حياد لبنان، وهذا ما سيضمن له مستقبل بدور ريادي، لكن الأمور اليوم تسير نحو للمزيد من الصراعات، ومشكلة لبنان أنّه صندوق بريد وساحة لهذه الصراعات برغبة العديد من الدول، وفي المقابل مصلحة اللبنانيّين أن يكون بلدهم حيادي كي يزدهر ويعيش.

 

 

5- ما رأيك في سلاح حزب الله وتطبيق البند الأول في اتفاق الطائف الذي ينص على حل كل الميليشيات، وفي القرارين 1559 و 1701؟

لا يمكن أن تكون الدولة ناجحة أو بلد طبيعي وسوي في ظل تواجد سلاح غير شرعي وميليشيا مسلّحة تفرض كل ما تريد في السياسة الخارجية والدفاعية، فحزب الله أصبح متحكّمًا بكل مفاصل الدولة. وبعد 17 تشرين، أصبحت كل أحزاب هذه التركيبة السياسية من مصلحتها بقاء حزب الله قوي ويحميها حتى مَن يدّعون أنّهم ضد حزب الله الذي أمّن له الحماية. وهذه الثورة كانت قد أزالت كل هذه الأحزاب لولا وجود حزب الله الذي يفتك كل يوم بالدولة ومؤسساتها وديمقراطتينا، كما أنّ هناك إجماع لبناني على أنّ هذا السلاح قاتل لفكرة قيام الدولة، فلو كان هذا السلاح هو فقط أمني للمقاومة ضد إسرائيل مثلما يدّعون لكانت قد اختلفت الأمور لكن هذا السلاح هو إيراني يفرض أجندته السياسية في كل الاتجاهات ولا يعمل لمصلحة لبنان.

 

6- ما رأيك في العلاقة مع سوريا والدور الذي تؤديه في الساحة السياسية اللبنانية بعد "زمن الوصاية" ؟

سوريا هي موضوع إشكالي كبير لأنّه بحسب الجغرافيا السياسية نجد لبنان محاطًا شمالًا وشرقًا من سوريا وجنوبه من إسرائيل، ولا نستطيع إلّا ان يكون لدينا علاقات جيدة مع سوريا لأسباب اقتصادية، اجتماعية، ثقافية وتاريخية، ولكن هل نساوم بوجود نظام حكم ديكتاتوري غير ديمقراطي؟! هنا يكون الحياد اللبناني والنأي بالنفس أمر هام للمقاربة مع جارنا وسط كل هذا التداخل مع سوريا، وفي نفس الوقت هناك تاريخ مثقل بالاحتلال وبالدماء، لذلك يجب أن تكون العلاقة جيدة مع النظام السوري لكن في نفس الوقت يجب ان تكون قائمة على اللاثقة والتوجّس مما قد يضمره هذا النظام أو غيره للبنان لأنه عاش نظرية الجار القوي الذي يريد التحكّم بجاره الضعيف ولبنان دفع ثمنًا غاليًا جراء هذه النظرية.

 

7- أي موقف ترى أنه الأفضل للبنان حيال الموضوع الإسرائيلي: احترام هدنة ١٩٤٩، أو التطبيع، أو المقاومة الدائمة والمسلحة كما هو الوضع حالياً؟

أعتقد أنّ احترام إتفاقية الهدنة هو اليوم السبيل والطريق الأسلم لخروج لبنان من مشاكله الإقتصادية ومن أزماته.

 

لكن رأينا في موضوع تفاوض الدولة اللبنانية مع اسرائيل حول خط 29 حيث تنازلت الدولة "ونزلت للسقف الأوطى" حتى قبل أن تكون المفاوضات جارية واستغنت الدولة عن ورقة هامة جدًا، لذلك هؤلاء هم مرتزقة في الحكم، وكل ما يقولونه عن مقاومة إسرائيل مجرد أكاذيب بدليل تنازلهم لإسرائيل بكل سهولة عن ثروة اللبنانيّين مقابل لا شيء أو ربما مصالح شخصية أو رفع عقوبات عنهم. واليوم لو أقاموا "ربط نزاع" مع إسرائيل أشبه بقصفهم بثلاثمئة صاروخ، وها هي إسرائيل "مرتاحة" تبيع النفط والغاز وتعيش في النّعم وهي ترى التخبّط بسبب المشاكل الداخلية في لبنان.

 

 

8- ما رأيك في إيران ونفوذها الإقليمي وانعكاسه على الداخل اللبناني؟

للأسف اليوم لبنان هو بالمحور الإيراني دون أي نقاش، فحينما يقول حسن نصر الله عن نفسه أنّه جندي ولاية الفقيه على الأرض فهذا له تبعات في لبنان. فنحن غير مضطرين الدخول بالأجندة الإيرانية كي تتفاوض إيران مع الولايات المتحدة الأميركية والسعوديو ودول العالم على حساب لبنان. لذلك أدعو جميع الناس الذين يؤيدون أي حزب لديه إرتباطات إقليمية خارجية خاصة حزب الله، أن يُفكّروا بمصلحة لبنان وأولاده وأهله، إذ أصبح من الواضح أنّ المصلحة الإيرانية تأتي قبل المصلحة اللبنانية، وهذا ما أدخلنا في صراعات كثيرة.

 

 

 

9-  كيف تنظر إلى دول مجلس التعاون الخليجي ودورها في لبنان؟

دول مجلس التعاون الخليجي لطالما دعمت لبنان فهناك مئات آلاف اللبنانيين الذين يعملون داخل هذا الدول، وهم اليوم الرئة التي يتنفّس بها لبنان إثر التحويلات لغاية اليوم. ويجب أن تكون علاقتنا جيدة بمحيطنا، ومثلًا في مصر هناك 70,000 لبناني يعملون هناك وهذا رقم ضخم.

 

وفعلًا الحاضنة العربية للبنان هي الأخ الاكبر وهذا ليس مجرد شعارات، لكن يجب أن يتفهّم الأخوة العرب سيادة وحياد لبنان والنأي بالنفس وأنّ اللبنانيون هم رهائن لسياسات لا تُمثّلنا ولا نستطيع سوى مقاومتها، وأحيانًا تكون ردة الفعل قاسية على لبنان وشعبه، يعني المنازلات والمشاكل بين الدول دومًا تحصل على أرضنا و"وين ما بتشتّي نحنا منحمل شمسية". لذلك من المهم حياد لبنان لمصلحة اللبناني قبل أي شيء آخر.

 

10 - ما رأيك في سياسات الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، ودول أوروبا عموماً، في ما يتعلق بلبنان؟

هي سياسات متخبّطة ولا ثبات لديها، وكلما أتت إدارة جديدة "بتجرّب فينا"، وأحيانًا تصب بمصلحة لبنان وأحيانًا لمصلحة الدول الأخرى. ويجب علينا أن ندرك جيدًا أنّ الدول لديها مصالحها واللبنانيّون يجب أن يتوحّدوا حول مصالحهم ضمن سياسة خارجية تعود للمنفعة لهم. مثلًا ماكرون في بعض تصرفاتهم منح أوكسجين للمافيا ومدّد وجودها، ومشروع سيدر منح هذه السلطة دفعًا لإجراء الانتخابات كذلك الأمر بالنسبة لصندوق النقد الدولي قبل شهر من الانتخابات، وطبعًا هذا يضر بالمعارضة، وبعدها يتهموننا بالسفارات! هم السفارات وليس نحن.

 

 

11- ما هو رأيك في فكرة تطبيق النظام الفيدرالي حلاً لأزمات لبنان؟

سويسرا وأميركا والامارات فيدرالية، وأنجح دول في العالم تعتمد على نظام فيدرالي لكن في لبنان إنّ تطبيق هذا النظام هو أمر طوباوي وهو من الخيال لا يتحقق. أتفهّم مؤيدي طرح هذه الفكرة لكن يجب أن نُفكّر في كيفية تطبيق ذلك مع اعتماد سياسة خارجية ودفاعية تتواجد في مركز السلطة في الفيدرالية وهذا لا يمكن تطبيقه في لبنان. ونعم التنظير أمر مستحب لكن علينا التفكير مليًّا في كيفية تنفيذها قبل ذلك. وكان من الممكن تطبيق الفيدرالية لدى المسيحيين في لبنان عندما طرح بشير الجميّل هذه الفكرة لكن اليوم هو أمر شائك وصعب المنال.

 

12 - كيف تنظر إلى الطائفية في لبنان؟ وما هي سُبُل تجاوزها؟

نجن نعيش فيدرالية طائفية في لبنان لأنّ كل شيء يعود إلى زعيم الطائفة، وهذه الطائفية خربت لبنان. نحن مع التنوّع والتمثيل الجيد للبنانيّين. ولكن ليس بالطريقة التي سيطروا من خلالها تجار الهيكل مدّعي الايمان والدين سيطروا على الطوائف وأصبح زعيم الطائفة والطائفة "نفس الشي ومشغلين الله عندن"، فهم مجموعة من الكاذبين الذين استغلوا الكوتا الطائفية لتعزيز مواقعهم ومصالحهم، وكل الطوائف تعيش نفس المأزق فالزعيم هو وعائلته فقط يعيشون براحة.

 

 

13 - هل تؤيد تطبيق الزواج المدني الاختياري في لبنان؟

بالطبع أؤيّد قانون مدني واحد للأحوال الشخصية، فليس من المعقول أن يكون لدينا سبعة عشر قانونًا ومحكمة، وزواج مدني إختياري لأنّ مَن يريد أخذ البركة الدينية يمكنه ذلك. وأنا أول مرة تزوجت مدنيًا في تونس وفي المرة الثانية أيضًا مدنيًا في جنيف. وطلاقي من زواجي الأول تمّ في المحاكم اللبنانية بتطبيق القانون التونسي، وهذا أمر مضحك لمنعهم الزواج المدني على أرض لبنان رغم إعترافهم به في حال تمّ خارج البلد، وهذا ما يمنع الفقير من الزواج مدنيًا خارج لبنان.

 

14- ما رأيك في انتفاضة ١٧ تشرين ودور المجتمع المدني؟

 

في تاريخ لبنان الحديث أجمل أمر حصل هو لحظة التلاقي بين اللبنانيين الذين نزلوا للشارع معًا أغنياء وفقراء، مسلمين ومسيحيّين، وقالوا بصوت واحد "كلن يعني كلن". وتكمن أهمية هذا الشعار بأنّ الأحزاب في لبنان مرتبطة ببعضها البعض، إما تقوى أو تضعف أو تزول معًا، وهذه تعتبر ثورة وعي والثورة الحقيقية هي اليوم بالصناديق على أمل أن تفاجئهم هذه الصناديق حينما تجد هذه الأحزاب أنّ الناس لم تعد تصدّق أقاويلهم وشعاراتهم.

 

15- من هي الأحزاب السياسية التي يمكنك العمل أو التحالف معها؟

 الأحزاب التي تحاول شق طريقها وتعمل لمصلحة لبنان وليس لمصلحة العائلة والطائفة، والتي لا تشبه التركيبة الموجودة اليوم.

 

16- هل تعتقد أنّ زملاءك في اللائحة يوافقون على المواقف التي أعلنتها ؟

أهمية التحالفات التي نفعلها تكمن بأننا متفقين في السياسة، أي أننا لا نقوم بتحالفات انتخابية مثل الآخرين إنما نحن في لائحتنا نتفق في العمل السياسي على مدار سنين نعمل معًا، وأي شخص مكاني سوف يجيب بنفس أجوبتي.

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3