إطلاق تجربة طبيّة متطوّرة تشخّص سرطان الرئة في وقت مبكر
نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقرير يفيد بأن سيقوم آلاف البريطانيين المشتبه بهم في الإصابة بسرطان الرئة بإجراء اختبار دم لاكتشاف المرض القاتل بسرعة، كجزء من مبادرة من الخدمة الوطنية الصحية الإنجليزية
في هذا الإطار، يأمل المسؤولون الصحيون البريطانيون أن تساهم المبادرة "الواعدة" في مساعدة المرضى على الوصول إلى العلاجات المستهدفة بشكل أسرع، مما يعزز من معدلات بقائهم على قيد الحياة. كما يشير الخبراء إلى أن مجموعة الاختبارات، المختصرة باسم ctDNA، لديها "القدرة على تحويل الرعاية الصحية لمرضى السرطان".
وضمن إطار اختبارات ctDNA، يتم إجراء فحص وتحليل "الخزعة السائلة" بشكل متطور للبحث عن جزيئات صغيرة من حمض الديوكسي ريبونوكليك الورمي المتداول في الدم. وهذا يساعد في تشخيص ما إذا كان الشخص مصابًا بسرطان الرئة، الذي يعتبر أكبر أنواع السرطانات القاتلة في العالم والذي يكون من الصعب تشخيصه وغالبًا ما يظهر في مراحل متأخرة من العلاج.
ونذكر ان الإحصائيات البريطانية تشير إلى أن حوالي 50 ألف شخص يتم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة في المملكة المتحدة سنويًا، حيث يتوفى أربعة من كل خمسة مرضى خلال خمس سنوات. بينما يعيش أقل من 10% من المرضى لمدة عشر سنوات أو أكثر بعد التشخيص.
لا بدّ من الإشارة إلى ان حاليّاً، يُستخدم خزعات الأنسجة لتأكيد التشخيص، ومن ثم يتم إرسال العينات للاختبارات الجينية، مما يترك الأشخاص في انتظار يصل إلى شهر. ووفقًا لتجربة الخدمة الوطنية الصحية الإنجليزية الجديدة، سيتم تحليل الاختبارات على الخزعات السائلة في مختبر بمستشفى رويال مارسدن في ساتون، حيث من المتوقع ظهور النتائج في غضون أسبوعين تقريبًا.
أمّا بالنسبة لآلية عمل الاختبارات الجديدة، فيتمّ البحث عن التغيرات الكيميائية في أجزاء من الشيفرة الوراثية، الحمض النووي الخالي من الخلايا cfDNA، الذي يتسرب من الأورام إلى الدم، مما ينبه الأطباء بمجرد اكتشاف إشارة سرطان ويتنبأ أيضاً بالمكان الذي يمكن أن تنشأ فيه هذه الإشارة في الجسم. ومن المعروف أن بعض الأورام السرطانية تقوم بإلقاء الحمض النووي في الدم لفترة طويلة قبل أن يظهر أعراض المرض.
في هذا الصدد، قال البروفيسور سانجاي بوبات، الباحث الرئيسي المشارك في التجارب التي تستخدم الـ ctDNA والاستشاري في الأورام الطبية: "تمتلك الخزعات السائلة من ctDNA القدرة على تحويل رعاية مرضى السرطان، من التشخيص المبكر إلى توفير أفضل العلاجات لهم"، موضحًا أن التشخيص المبكر "سيؤدي إلى تلقي العديد من المرضى علاجات مستهدفة بدلاً من العلاج الكيميائي القياسي."
بهذا الإعلان الواعد، يتجه العالم الطبي نحو خطوة ثورية في مجال كشف سرطان الرئة، فالاختبارات الجديدة باستخدام ctDNA تمثل تقدماً مهماً في رحلة مكافحة هذا المرض القاتل. يتوقع المسؤولون الصحيون البريطانيون أن تسهم هذه المبادرة في تحسين فرص العلاج للمصابين بالسرطان، وبالتالي زيادة فرص البقاء على قيد الحياة. ومن المؤكد أن هذه الخطوة ستؤثر إيجاباً على حياة الآلاف من المرضى، حيث ستسمح لهم بالوصول إلى العلاجات المستهدفة بشكلٍ أسرع، وبالتالي تحسين جودة حياتهم وزيادة فرص نجاتهم.
