عقوبات الأخوين رحمة رسالة للثلاثي المسيحي
وصل جنون ملف رئاسة الجمهورية إلى حدوده القصوى بين القوى المتخاصمة، وذهبت واشنطن بعيداً جدّاً، وفرضت عقوبات على الأخوين رحمة.
توقيت العقوبات شديد الدقّة، لأنّه تزامن مع جولة الموفد القطري على القيادات اللبنانية.
ولمن يعرف الأخوين ريمون وتيدي رحمة، يعرف أنهما ارتبطا سياسياً بأكثر من قوة سياسيّة على مرّ السنوات. لكنّهما اليوم اقرب إلى المرشح الرئاسي الذي رشحه ويدعم ترشيحه الثنائي الشيعي، رئيس تيار المرده سليمان فرنجية.
تساؤلات كثيرة طرحت على مر العهود حول ارتباط الأخوين رحمة بالقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والمرده. وهي الاحزاب المسيحية التي تجنبت زيارتهم مساعدة وزير الخارجية الاميركي باربرا ليف، خلال جولتها الاخيرة في لبنان.
الأكيد أنّ أكبر الخاسرين من وضع هذه العقوبات هو فرنجية، أمّا جعجع فسبق أن أعلن ان علاقته مقطوعة بالرجلين بعد ان كانا يمولان مهرجانات الارز من تنظيم ستريدا جعجع. أمّا التيار الوطني الحر فكان أول من أثار ملف الفيول المغشوش في الإعلام والقضاء عبر القاضية غادة عون وحصلت يومها مواجهة شرسة بين جبران باسيل وسليمان فرنجية، رغم الكلام عن فوز الأخوين رحمة عام 2019 بمناقصة لاستيراد البنزين عبر وزارة الطاقة المحسوبة على التيار. في عهد الوزيرة ندى البستاني. ثمّ بعد مسار قضائي أقفل الملف بين الفريقين.
خلاصة الرسالة يبدو أنها مسيحية أولاً قبل أن تنتقل إلى الساحات الاخرى. رسالة قطعت الطريق على فرنجية رئيساً. وقطعت الطريق على سمير جعجع وجبران باسيل الطامحين إلى أن يكونا صاحبي القرار الرئاسي، لأنّ أي رئيس للجمهورية مقبل على لبنان سيكون من خارج هذه المنظومة المكبلة بالعقوبات وشبهات الفساد.
خلاصة القول أنّ كل من القوى المسيحية الثلاث كان لها حصة في وقت ما في العلاقة مع الأخوين رحمة.