رسالة من

رسالة من "حزب الله" لميقاتي بعيدًا من الأضواء عشية زيارته الرابعة بعبدا: لا يؤيّد بقاء عون بعد 31 تشرين الأول ولا أي اجتهادات وفتاوى ويريد تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تدير مرحلة الفراغ الرئاسي تجنّبا لأي انتكاسة

نقل أحد الموفدين من "حزب الله" إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا ليلاً، قبل أن يزور بعبدا للمرة الرابعة للتشاور في ملف تشكيل الحكومة، رسالة بقيت بعيدة من الأضواء ولم يُكشَف عن مضمونها.

وفي حين تؤكد مصادر قريبة من الضاحية الجنوبية لـ" المركزية" الرسالة، لم يدلِ ميقاتي بتصريح بعد اللقاء ونفى مكتبه الإعلامي ما تناقله الإعلام، لكن وبما ان المكتوب يُقرأ من عنوانه وفي ظل أجواء الاحتقان بين ميقاتي و"التيار الوطني الحر"، يمكن القول إن الولادة الحكومية ما زالت متعثّرة وإن اندفاع ميقاتي للتشكيل تجنّبًا لتحميله تبعات أي إشكالية دستورية أو غير دستورية قد تحصل في ما لو دخلت البلاد حقبة الفراغ الرئاسي، لم يلقَ التجاوب الكافي لإخراج الحكومة من عنق الزجاجة. فهل يكثّف الحزب جهوده في اتجاه محاولة الإفراج عنها وماذا عن رسالته وموقفه في الشأن الحكومي؟

تقول المصادر إن الحزب يريد تشكيل حكومة تتمتع بكامل الصلاحيات الدستورية تتولى إدارة مرحلة الفراغ الرئاسي، إن حصل، والأرجح أنه حاصل، تجنّبًا لأي انتكاسات سياسية أو أمنية في هذه المرحلة وحتى انتهاء مفاوضات فيينا النووية، المتجهة بحسب المعطيات المتجمعة في أفقها، إيجابا نحو توقيع قد لا يتعدّى توقيته الأشهر المقبلة.

وتنقل المصادر أن الحزب لا يؤيّد بقاء رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا بعد 31 تشرين الأول ولا أي من الاجتهادات والفتاوى والدراسات الجاري إعدادها للغاية، باعتبار أن الدستور لا ينصّ على طبيعة الحكومة التي تتولى إدارة السلطة في حال الفراغ، وما غذا كانت حكومة عادية أو تصريف أعمال، ولكونه مدركاً أن إجراءً من هذا القبيل سيقحم البلاد في أتون فتنة يتجنب حصولها في اللحظة الحرجة داخليا وإقليميا ودوليا. وتوضح أن الموقف هذا أُبلغ الى من يعنيهم الأمر للتصرف بِهَدْيِهِ، في ضوء تصاعد وتيرة الحديث عن بقاء عون في بعبدا، على الرغم من نفيه شخصيا ذلك.

وتعتبر ان الحزب الملتزم الصمت إزاء الملف الرئاسي متجنبًا إعلان مرشحه، بين النائب جبران باسيل ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، يسعى لتأمين "بعض الامتيازات" لباسيل مع الرئيس العتيد وفي العهد المقبل تعويضا له، وحرصًا على وقوفه بجانب الحزب في عملية اختيار الغطاء المسيحي وتأمينه للرئيس الى جانب الشيعي والدرزي مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وإبعاده عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سميرجعجع لإضعاف دور معراب في التسمية الرئاسية ومحاولة تحجيمه في المرحلة المقبلة، موضحةً أنه أبلغ حلفاءه جميعهم بمن فيهم باسيل، رغبته في المحافظة على الاستقرار ومنع حصول مشاكل في حال لم يتم انتخاب رئيس في موعده الدستوري، لأن البلاد والشعب غير قادرين على تحمّل تبعات أي انتكاسة أمنية.

ولهذه الغاية، يشدّد الحزب أمام حلفائه على تشكيل حكومة وضرورة التخفيف من شروطهم، لأن الرئيس نجيب ميقاتي لا يمكنه تحملها، وأنه مستعد أن يلعب دورًا في تدويرالزوايا لتسهيل ولادة حكومة قادرة على تسلّم صلاحيات رئيس الجمهورية إذا حصل فراغ، وهو مُتَوَقَّع لشهر أو اثنين على الأقل، لاستحالة انتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية، استنادًا الى عوامل إقليمية ودولية عدّة، يحتلُّ صدارَتَها الملف النووي، وسط مؤشرات إيجابية في اتجاه التوافق.

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3