في اليوم العالمي للنوم...تعرّفوا إلى اضطرابات النوم وبعض الشائعات المتداولة
Credits: SOCIAL MEDIA

في اليوم العالمي للنوم...تعرّفوا إلى اضطرابات النوم وبعض الشائعات المتداولة

يحتفل العالم في 15 مارس/آذار باليوم العالمي للنوم، وهو يوم خصّص للتوعية على أهمية النوم الجيّد في حياة الإنسان. مما لا شك فيه، ان النوم هو جزء أساسي من صحة الإنسان وسلامته العقلية كما الجسدية، ولكن في الوقت عينه، قد يتم تجاهله أو إهماله وبالتالي تتفاقم عوارض اضطرابات النوم صاحبةً معها تأثيرات لا تحصى على الصحّة البدنيّة والنفسيّة. وكي لا نقع في مشكلة صعوبة النوم، إليكم عادات تحسّن نوعية النوم ونعرض أيضاً الشائعات والخرافات المتعلّقة بهذا الشأن.


أشارت الدراسات إلى ان النوم الجيد يساعد في استعادة الطاقة، وتجديد الخلايا، وتعزيز الذاكرة والتركيز، بالإضافة إلى ذلك، يقلل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسمنة. بالمقابل، يؤدي نقص النوم إلى زيادة مخاطر الإصابة بالتوتر والقلق والاكتئاب، ويمكن أن يؤثر على أداء العمل والتفكير واتخاذ القرارات.


لا بدّ من الإشارة إلى ان اضطرابات النوم هي مجموعة من المشاكل التي تؤثر على قدرة الشخص على النوم بشكل طبيعي ومريح. يمكن أن تكون هذه الاضطرابات متنوعة وتتراوح من الأرق البسيط إلى الحالات الخطيرة مثل فرط النوم والأرق المزمن. وتعتبر الضغوط النفسية والعاطفية، والعوامل البيئية، والعادات وأنماط النوم، والمشاكل الصحية، والأدوية والمخدرات، والاضطرابات الهرمونية، والعمليات البيولوجية كلها أسبابا محتملة للاضطرابات النوم.


في هذا الصدد، وبمناسبة اليوم العالمي للنوم، كشف إختصاصي طب الأعصاب نيقولاي إيلين ان هناك بعض العادات التي تؤثر على جسم الإنسان أثناء النوم وتشعره بعدم الراحة خلال نومه ليلاً. 


في التفاصيل، أوصى إختصاصي طب الأعصاب بعدم تناول الشاي قبل النوم مباشرةً، لاحتوائه على 47 ملجم كافيين أي ما يعادل الموجود في ثلثي كوب القهوة ولكن نصح بتناوله قبل 2-3 ساعة من موعد النوم. أوحتّى ينصح الخبراء في هذا المجال، شرب الحليب، شاي البابونج، عصير الكرز أو شاي اللافندر، فهذه المشروبات تساهم في تخفيف اضطرابات النوم.  


كذلك، نصح بعدم تناول الحلويات والبسكويت أي السكّريات قبل النوم وذلك يعود إلى انها غنية بالدهون والسكر وبالتالي يمكن أن تسبب الجزر المعدي المرئي، فالحلويات ترفع 

مستوى السكر في الدم وكذلك الأنسولين، ما يؤدّي إلى زيادت الانفعالات والمشكلات في النوم بالإضافة إلى أمراض مختلفة مثل داء السكري.


وقال الطبيب إيلين، للحصول على نوم جيد خلال الليل يجب عدم النوم فترة طويلة نهاراً، أي لا يجب ان تتخطّى القيلولة 20 دقيقة وأشار إلى انه لا يجب أخذها بعد الساعة الثانية ظهراً.


ومن بين نصائحه بمناسبة اليوم العالمي للنوم، أضاف إختصاصي طب الأعصاب نيقولاي إيلين، بضرورة رفع ستائر النوافذ من أجل السماح لضوء الشمس بالدخول إلى البيت، كذلك نصح بالتجوال بشكل يومي في الهواء الطلق، مدة لا تقل عن 30 دقيقة للتعرض لضوء الشمس، موضّحاً أن شحنة من نور الشمس تساعد في الصباح على إعادة ساعة الجسم البيولوجية إلى طبيعتها، كما أوصى الطبيب بالنوم على فراش مريح وفي حال الشعور بالألم والتوتر يجب التطرق إلى استعمال وسادة وفراش لتقويم العظام لدعم العمود الفقري. أمّا بالنسبة لحرارة الغرفة، قال أنها يجب ان تكون بين 17 و22 درجة مئوية، وأن تكون الغرفة معتمة وخالية من الضوضاء.


 وبمناسبة اليوم العالمي للنوم، حري بنا التطرق إلى الأوهام و”الخرافات” الشائعة المرتبطة بهذا الموضوع ، نذكر منها ما يلي، أوّلا، يقال أن النساء بحاجة إلى مزيد من ساعات النوم، مقارنة بالرجال. وهذا الأمر مغلوط، فقد وضّح الدكتور كولين كارني، وهو مدير مختبر النوم والاكتئاب في جامعة رايرسون في كندا إن النوم له علاقة بنشاط الإنسان خلال اليوم، أضاف “إذا كنت نشيطا فقد تزيد ساعات نومك، والعكس صحيح.. ليس للأمر علاقة بالذكر أو الأنثى”.


ثانياً، يقال ان الإنسان بحاجة يوميا إلى 8 ساعات من النوم”.. وهذا ليس صحيحا. في هذا الصدد، قال كارني “لا نحتاج إلى 8 ساعات من النوم.. احتياجات الناس من النوم تتغير من شخص لآخر، هناك من يحتاج إلى 6 ساعات وهناك من يحتاج إلى 9 ساعات وأكثر”.


أمّا ثالثاً، من الشائع القول ان يمكن تعويض عدد الساعات التي لم ينامها الإنسان أيام الأسبوع خلال عطلة نهاية الأسبوع”..خطأ، ينصح الأخصائي، بالحصول على عدد ساعات النوم الكافية خلال أيام الأسبوع، وعدم محاولة النوم لساعات إضافيّة في عطلة نهاية الأسبوع.


 رابعاً، مع الخرافة الأكثر تداولاً، “القيلولة ضرورية في النهار”. تقول دراسات إنه يجب على جميع الأشخاص أخذ قيلولة في النهار لما لها من فوائد على صحتهم. لكن الدكتور كارني قال إن الأمر مرتبط بعادات كل شخص، مضيفا “يمكن للقيلولة أن تكون ضارة بصحتك.. على سبيل المثال الأشخاص الذين يعانون من الأرق لا يجب أن يأخذوا قيلولة خلال النهار”.


خامساً، “أنت تعيش حياة خاطئة إذا كنت تستيقظ متأخرا”.. يعتقد الكثيرون أن الأشخاص الذين يتأخرون في الاستيقاظ يعيشون نمط حياة ضار أو حتّى لديهم مشكلات صحية، خطأ، لا يمكن اعتماد توقيت الاستيقاظ لتقييم صحّة الإنسان، ساعات النوم كما ذكرنا سابقاً، تختلف من شخص لآخر، على سبيل المثال، الصغار ينامون ويستيقظون باكرا، والمراهقون يتأخرون في النوم والاستيقاظ.


أخيراً، "لا تنم ليلاً إذا كنت تستعد لحدث مهم في اليوم التالي!"... خطأ فادح!.. فقد أظهرت الدراسات أن الذين لا ينامون ليلاً من أجل التحضير لامتحان nuit blanche أو مقابلة أو شيء من هذا القبيل، لا ينجحون في مهمتهم، فقلّة النوم تؤثّر على التركيز. وبذلك ضربت الدراسات بعرض الحائط مقولة، من طلب العلا، سهر الليالي.


واستخلاصا لما سلف، نؤكد على أهمية فهم أنماط النوم الصحيحة وتجنب الشائعات والخرافات المتعلقة به. كما يجب أن ندرك أن النوم الجيد ليس مجرد راحة بل هو أساس لصحة جيدة، سواءً بدنية أو عقلية. وبناء على ذلك، تأتي ضرورة تبني عادات صحية قبل النوم، مثل تجنب المشروبات المنبّهة قبل النوم وتنظيم بيئة النوم، بذلك يمكننا تعزيز جودة نومنا وبالتالي تحسين جودة حياتنا بشكل عام. لذا بمناسبة اليوم العالمي للنوم،، نتمنّى ان تمارسوا عادات نوم صحيحة للإستفادة إلى أقصى حد من فوائد النوم الجيد.

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3