قمة الويب قطر 2024...أضخم حدث تكنولوجي عالمي ينعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط
Credits: SOCIAL MEDIA

قمة الويب قطر 2024...أضخم حدث تكنولوجي عالمي ينعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط

افتتح رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني ، قمة الويب في قطر 2024، التي شهدت إقبالاً كبيرًا باعتبارها أضخم حدث تكنولوجي في العالم، وتقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وعلى مدار 5 سنوات بداية من العام الجاري 2024 ستستضيف قطر 5 نسخ متتالية من قمة الويب، في إطار سعيها لتصبح وجهة رئيسية للتكنولوجيا توفر خدماتها لمناطق متنوعة تشمل الشرق الأوسط وأفريقيا والهند.

وتأسست قمة الويب عام 2009 على يد كل من رجل الأعمال الأيرلندي بادي كوسغريف والبريطاني ديفيد كيلي، وعقدت القمة في دبلن في أيرلندا إلى غاية عام 2016، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مدينة لشبونة في البرتغال بشكل دائم.

وتدير قمة الويب قطر 2024 أحداثا سنوية في جميع أنحاء العالم تركز على قضايا التكنولوجيا والمساهمة في توفير الحلول الناجعة، فضلا عن كون تلك الأحداث مكانا للقاء المتخصصين في هذا المجال من كافة دول العالم.

وتستضيف دولة قطر أول نسخة في الشرق الأوسط من قمة الويب لمدة 5 نسخ قادمة، بهدف إقحام منطقة الشرق الأوسط في القضايا التقنية الأكثر إلحاحا في العالم حاليا.

كما استضافت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية "قمة الويب" في مايو/أيار الماضي، وهي أول نسخة غير أوروبية من القمة، واستقطبت نحو 20 ألف مشارك، في حين أشارت تقديرات البلدية إلى أن المؤتمر در ما يقارب من 1.2 مليار ريال برازيلي، أي حوالي 240 مليون دولار، على اقتصاد المدينة خلال السنوات الست المقبلة.

والنسختان القطرية والبرازيلية لن تكونا بديلتين عن النسخة المقامة في العاصمة البرتغالية لشبونة سنويا، حيث ستقام نسخ للقمة في الدوحة وريو دي جانيرو حتى عام 2028.

في تفاصيلها، بدأت فعاليات قمة الويب يوم أمس الإثنين لتستمر على مدى أربعة أيام في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات. وتستقطب هذه القمة الآلاف من رواد الأعمال والمستثمرين وقادة قطاع التكنولوجيا من أنحاء العالم، وتعتبر علامة فارقة في مسيرة دولة قطر كوجهة رائدة للتكنولوجيا.

وقد حضر الافتتاح عدد من الوزراء وكبار المسؤولين القطريين ومسؤولي الشركات المحلية والعالمية وضيوف وممثلي الشركات العارضة، بالإضافة إلى الآلاف من رواد الأعمال والمستثمرين وقادة قطاع التكنولوجيا في العالم.

وتستضيف الدوحة أول مركز لخدمات غوغل السحابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ضمن جهود قطر للتحول إلى اقتصاد رقمي، وإتاحة الفرص للمستثمرين.

كما أطلقت بالشراكة مع مايكروسوفت أول منطقة لمراكز البيانات السحابية واسعة النطاق، مما يعزز نمو الاقتصاد، ويدعم جهود الدولة لتنويع اقتصادها، وتنمية الكفاءات، واستقطاب الاستثمارات الخارجية.

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في كلمته خلال الافتتاح إن قمة الويب قطر 2024 بمثابة "حدث تاريخي جديد يضاف إلى سلسلة إنجازات قطر والمنطقة ككل، بعد استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، وسباق الفورمولا 1، ومعرض إكسبو 2023 الدوحة".

وأعلن الشيخ محمد عن تخصيص الدولة استثمارات بقيمة مليار دولار أميركي لدعم الشركات الناشئة في قطر والعالم، وذلك في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 لتطوير اقتصاد تنافسي ومتنوع يضمن جودة الحياة لشعبها.

وأضاف أن العالم يقف على عتبة عصر جديد، ليس فقط من حيث التقدم التكنولوجي، بل أيضا في الإنجازات البشرية، لافتا إلى أن التقنيات الرقمية أصبحت تتقارب لأول مرة لتحقيق تطورات على أرض الواقع، وذلك من خلال تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي بأنواعه المختلفة ومجالات التكنولوجيا الأخرى.

وأكد أنه مع ترابط العالم أكثر فأكثر، أصبح من الممكن أخيرا أن تكون التكنولوجيات المتقدمة متاحة للجميع، دون أن يكون الحصول عليها امتيازا خاصا، مشددا على أنه مع استمرار التكنولوجيات الناشئة في فتح أبواب جديدة، يجب إدراك أن الابتكار لا يقتصر فقط على استحداث أدوات جديدة، بل يتعلق بإعادة تصور الإمكانات التي يمكن تحقيقها باستخدام تلك الأدوات.

وشدد على أهمية الحرص على أن يخدم التقدم التكنولوجي صالح البشرية، وتحقيق التوازن بين التطور والقيم، موضحا أن الابتكار في حد ذاته ليس هو الغاية، بل وسيلة لتحقيق غاية.

وأكد أن قطر لم تدخر أي جهد أو موارد لتصبح منصة رائدة للابتكار والإبداع والارتقاء بالإمكانات البشرية على مدى العقدين الماضيين، وشهدت تطورا هائلا في جميع القطاعات، مضيفا في الوقت ذاته أن استخدام التكنولوجيا يهدف إلى الارتقاء بحياة الجميع وبناء مجتمع أكثر ترابطا.

وأوضح معاليه أن قطر تمتلك استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية والمناطق الحرة وبرامج حاضنات الأعمال التي تقدم مزايا لا مثيل لها لرواد الأعمال والمستثمرين، مؤكدا أن دولة قطر تعد الموطن المثالي لاستضافة قمة الويب، حيث يبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي 8.5 تريليون دولار أميركي، وتبعد الدولة مسافة نحو ست ساعات طيران عن 80 بالمئة من سكان العالم، كما أنها تتمتع بمكانة قيادية في مجال ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط.

وفي ختام كلمته، أشار معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني إلى إطلاق وكالة ترويج الاستثمار مؤخرا مبادرة "ابدأ من قطر"، وهي منصة شاملة توفر للشركات الناشئة إمكانية الاستفادة من خدمات التمويل وبرامج حاضنات الأعمال والدعم الحكومي وغيرها.

من جانبها، أكدت الرئيسة التنفيذية لقمة الويب قطر 2024 كاثرين ماهر على رسالة القمة كمنصة للابتكار تجمع رواد الأعمال والمبتكرين وقادة قطاع الأعمال من حول العالم، مشيرة إلى أن قمة الويب في قطر سجلت أكبر مشاركة من نوعها للشركات الناشئة في نسخة افتتاحية في تاريخ الحدث العالمي. وأشارت ماهر إلى حضور مشاركين من 118 دولة، كما أن نحو 200 شركة ناشئة إفريقية تشارك في القمة، وهو رقم قياسي في تاريخ قمة الويب، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 400 مستثمر، منهم عدد من أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم.

وأكدت ماهر أنه كان هناك تفاعل غير مسبوق على التطبيق الخاص بالقمة، حيث تواصل آلاف الأشخاص مع بعضهم لأسابيع قبل انطلاق القمة، إضافة إلى تفاعل وإقبال كبير من الشركات الناشئة، معربة عن تمنياتها بأن تثمر القمة عن التعاون بين الشركات المشاركة وعن ابتكارات مفيدة من أجل مستقبل البشرية.

واستهلت فعاليات القمة بجلسات نقاشية مع عدد من رواد الأعمال من قطر والشرق الأوسط وإفريقيا ومن حول العالم، من بينهم السيد أمجد مسعد الرئيس التنفيذي لشركة ريبليت، والسيد تريفور نوح مقدم البرامج الشهير.

كما شهدت فعاليات اليوم الأول من الحدث، القمة المسائية، التي أقيمت في براحة مشيرب، أكبر ساحة مفتوحة في وسط مدينة مشيرب قلب الدوحة، حيث أتاحت للمشاركين التواصل والتفاعل في أجواء حيوية وبيئة عصرية.

وتتضمن فعاليات القمة، التي تستمر حتى الخميس المقبل، العديد من الجلسات النقاشية وورش العمل والحلقات التعليمية والمسابقات ومجموعة واسعة من الأنشطة التي تتيح لجميع المشاركين التواصل مع قادة قطاع التكنولوجيا من حول العالم، مثل مايكروسوفت، ميتا، تيك توك، سناب شات، أمازون، شل، هواوي، سيسكو، بالو ألتو نيتووركس وغيرها.

كما تشهد قمة الويب قطر 2024 توقيع العديد من مذكرات التفاهم مع كبرى شركات التكنولوجيا وصناعة المحتوى في العالم، بهدف تعزيز مكانة دولة قطر كمركز رائد للتكنولوجيا وصناعة المحتوى في المنطقة، وإبراز الهوية الوطنية القطرية على المستوى العالمي. ويشارك في القمة أكثر من 12,000 مشارك، وما يزيد عن 1000 شركة ناشئة من 80 دولة، من بينها 100 شركة قطرية، وأكثر من 500 مستثمر، و200 متحدث، وأكثر من 100 شريك، إضافة إلى تغطية إعلامية واسعة بمشاركة ممثلين عن 500 جهة إعلامية من أنحاء العالم.

ومن بين الشركات القطرية الناشئة المشاركة في القمة، شركة ايفي، المتخصصة في التكنولوجيا الصحية، ومنصة زاكي للتجارة الإلكترونية، وإي إم إم إيه سيستمز، المتخصصة في تطوير أنظمة إدارة المطارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتطبيق وقته، المتخصص في السياحة والحجوزات، والمنصة التعليمية معلمي، وتطبيق إربان بوينت الذي يقدم خصومات على المطاعم والوجهات الترفيهية في قطر.

وتتميز نسخة قمة الويب ثطر 2024 بزيادة نسبة مشاركة الشركات التي أسستها سيدات إلى أكثر من 30 بالمئة من إجمالي عدد الشركات الناشئة المشاركة في القمة، وقد حظي برنامج "رائدات في قطاع التكنولوجيا"، الذي تنظمه القمة هذا العام، بحضور لافت من دولة قطر والشرق الأوسط ومن أنحاء العالم.

وتضم قائمة الشركاء القطريين في أول نسخة من قمة الويب بالشرق الأوسط وإفريقيا، جهاز قطر للاستثمار، والمدينة الإعلامية، وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، ووكالة ترويج الاستثمار، وبنك قطر للتنمية، وشركة أريد. تأتي استضافة قمة الويب ضمن جهود دولة قطر الرامية لتحقيق استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030، التي تعد المرحلة الأخيرة نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تهدف إلى إطلاق مبادرات لتعزيز البيئة التكنولوجية في الدولة وتحفيز الابتكار وتعزيز بناء الكفاءات في هذا القطاع من أجل دعم التنويع الاقتصادي.


* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3