نموذج جديد لرصد الفيضانات أسرع بألف مرة مما سبق
بعد الدمار الذي خلّفه إعصار دانيال على السواحل الليبية وما شهدته مدينة درنة خلال الأيام الماضية من فيضانات مدمرة، يحتاج العالم إلى التحرك بشأن تغيُّر المناخ وإلى خطوات عملية في التعامل مع الفيضانات.
وهنا يأتي دور علماء الهندسة الهيدرولوجية للفيضانات لتقديم تنبؤات قبل حدوث الفيضانات وتقليل الدمار.
انطلاقاً من هذه الحاجة الملحّة، قام المهندسون خلال القرن الماضي بتطوير وتحسين نماذج هيدروديناميكية لكنها تستغرق وقتا طويلا، في حين تتحرك الفيضانات بشكل أسرع مما يمكن التنبؤ به ولا تترك وقتًا للإخلاء أو لاستراتيجيات التخفيف المخطط لها.
لهذا، قام فريق من الباحثين من جامعة ملبورن في أستراليا بتطوير نموذج يسمّى "إل إس جي" (LSG) للتنبؤ بمدى وعمق الفيضانات بشكل أسرع بكثير من ارتفاع مياه الفيضانات.
وفكرة الفريق هي استخدام نموذج هيدروديناميكي منخفض الدقة لتوفير تقدير أولي للفيضانات، ثم تحويل التقديرات تنبؤات بأنماط غمر الفيضانات في الزمان والمكان التي تكون دقيقة مثل النماذج الهيدروديناميكية عالية الدقة.
وتمكّن الفريق من تحقيق سرعة تنبؤ أعلى ألف مرة من النماذج عالية الدقة.
وتم اختبار النموذج على نظامين نهريين كبيرين في أستراليا ووجد الفريق أن نموذجهم يمكنه محاكاة التطور الديناميكي لغمر الفيضانات ويوفر بالتالي المعلومات الدقيقة اللازمة بشكل سريع.
ويقول الباحثون إن نموذجهم يستغرق 33 ثانية بدلا من 11 ساعة، ويلتقط الفيضان في منطقة الدراسة بدقة 99% مقارنة بالنموذج الهيدروديناميكي عالي الدقة.
ويمثل هذا النموذج قفزة كبيرة يمكن أن تنقذ أرواح الكثيرين وتحمي البنية التحتية.
