مشروع نسائيّ لإنقاذ لبنان من الفراغ الرئاسيّ!
Credits: INFO3

مشروع نسائيّ لإنقاذ لبنان من الفراغ الرئاسيّ!

يوم الإثنين الماضي وبعد استقباله رئيس جمهوريّة قبرص، أطلق رئيس مجلس النوّاب اللبنانيّ نبيه برّي تصريحات عن احتمال العودة إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة. بين السامعين، كانت هناك المرشّحة البارزة ميّ الريحاني، التي يبدو أنّها تقود مشروعاً نسائيّاً لإنقاذ لبنان من الفراغ الرئاسيّ. تحدّثت إليها وسألتها عن مشروعها، فقالت لي: "أنا لن أتراجع مهما صار، لأنّ ما زال عندي أمل بأن أكسب هذه الرئاسة. وإذا ربحتها فستكون لخدمة لبنان".

وسألتها: ما الذي يجعلك تشعرين بهذا الأمل؟ تجيب: لأنّهم يتكلمون عن إمكانيّة وصول المرشّح الثالث أو المرشّحة.

وتقول: "أنا في أميركا ‏ على اتصال مع مجموعات كبيرة من المغتربين اللبنانيّين، وهناك لجنة التنسيق اللبنانيّة - الأميركيّة تجمع ثماني مؤسّسات أميركيّة، ولدينا أعضاء في كلّ الولايات الأميركيّة. كما لدينا اتصالات مع أغلب المسؤولين الأميركيّين. إنّ العمل مع الاغتراب مهمّ جدّاً، وذلك لندعم لبنان السيادة أوّلاً، ومن أجل تأمين انتخاب رئيس للجمهوريّة أو رئيسة، وللحيلولة، إذا كان في استطاعتنا مع أميركا والغرب، دون وقوع حرب كبرى على لبنان،‏ ولنعرف ماذا يمكننا أن نفعل مع "الحزب" وجنوب لبنان، وأيضاً كيفيّة محاربة الفساد فيه. ‏ومن ناحية أخرى، أعود إلى لبنان كلّ فترة لتجديد اتصالاتي مع السياسيّين اللبنانيين وإبلاغهم لماذا لا يجب أن يستمرّ الفراغ الرئاسيّ، وأحاول معهم إيجاد حلول لإزالة العقبات من أمام الرئاسة، لكن المشكلة الكبيرة الآن أنّهم ربطوا مسألة الرئاسة بحرب غزّة، وأنا أحاول أن أقول وإيّاهم، أيّ الذين ألتقيهم، إنّ هذا الربط قد لا يفيدنا بأيّ شيء، لأنّ لا أحد يعرف متى ستنتهي هذه الحرب، إنّها قصة طويلة. ‏نحاول أن نجد طريقة لتفكيك أو لتحرير الرئاسة من هذه الحرب التي رمانا بها "الحزب"، إنّنا نعمل على كلّ هذه الصعد".

سألتها: لا بدّ أن تكون للخيار ‏الثالث مواصفات، فما هي في اعتقادك؟ تجيب: "أن يكون قادراً على الكلام مع الأطراف كافّة أو أن "تتكلم" مع الجميع".

وسألتها أيضاً: لكن هل هم على استعداد للحديث معك؟ تجيب: "لا أواجه أيّ معارضة، "الحزب" طلب أن يتحدّث معي فتحدثّت معه. ‏كذلك، حركة "أمل"، وأيضاً المستقلّون والتغييريّون وكلّ الأحزاب الباقية".

وتوضح أكثر: "أنا غير مرفوضة من أحد ومقبولة من الجميع، لا أقول مدعومة من الجميع، إنّما أقول غير مفروضة من أيّ طرف. أنا أفرض نفسي بعلاقاتي، وبالتالي، أنا أستطيع أن أجمع العدد الكافي الذي يتيح انتخابي رئيسة للجمهورية، ‏وأستطيع ألاّ أتعرّض لأيّ فيتو".

كما أوضحت: "لنأخذ "الحزب"، فهذه شريحة لبنانيّة. وبالتّالي، سأتكلّم معها على أنّني أريد تطبيق الدستور، وهذا يعني أريد للسلاح أن يكون بيد الجيش فقط. وأنا لديّ مشروع، سأشكّل لجنة حول هذا المشروع الذي هو السلاح. وأعطي وقتاً لإيجاد حلّ له، سنة ونصف سنة وليس أكثر، ويكون في اللجنة ممثلون عن كلّ الأحزاب اللبنانية من دون أيّ استثناء، ‏وهدفنا بعد سنة ونصف سنة سيكون: كيف يصبح السلاح بيد الجيش اللبناني. قد لا يقبل الحزب، لكن ربّما نستطيع إقناعه بتسليم مثلاً 20 في المائة من السلاح أو دخول نسبة معيّنة من أفراد "الحزب" في الجيش اللبنانيّ. وبعد سنة ونصف سنة، نجري تقييماً لنعرف كم استطعنا أن نطبّق من هذا المشروع. أنا لن أعمل على هذا داخليّاً فقط، إنّما داخليّاً وخارجيّاً، أيّ أنّ على العرب مساعدتنا، وعلى الغرب أيضاً".

 ‏وسألتها: إذا اضطررتِ، هل تقومين بزيارة إيران الآن؟ تجيب: "كلا، لا أريد زيارة إيران قبل الانتخابات الرئاسيّة. أنا على استعداد، بعد انتخابي رئيسة للجمهوريّة أن أزور المملكة العربيّة السعوديّة وأميركا، وربّما إيران. ‏أكيد سأزور فرنسا وألمانيا، وربّما الفاتيكان".

‏وتضيف: "في حديثنا مع الأميركيّين، طلبنا منهم أن يضغطوا على إسرائيل لعدم التصعيد لتجنّب الوصول إلى حرب شاملة مع لبنان، وطلبنا منهم أيضاً أن يضغطوا على إيران لتضغط على الحزب كي لا يصعّد أكثر ويتورط ‏في أيّ حرب كبرى. طبعاً، هناك ‫ثمن على أميركا ‏أن تدفعه لذلك، ولكن من مصلحة أميركا حتى ولو دفعت ثمناً أن تحمي لبنان. وقلنا لهم، هناك تقاطع مصالح بين لبنان وأميركا، لبنان مثل أميركا، إنّه البلد الوحيد المتعدّد pluralistic مثل أميركا".

‏وسألت مي الريحاني مجدّداً: كمتطلّعة لمنصب الرئاسة لا بدّ أنّ السيادة تعني لك الكثير، فما رأيك وزعيم من "حماس" يُقتل في بيروت فوق الأرض اللبنانيّة من دون معرفة الدولة بوجوده في لبنان؟ وما رأيك أيضاً في أنّ نائب رئيس "الحرس الثوريّ" الإيرانيّ كان مقيماً هو الآخر في لبنان؟ أين هي السيادة هنا؟ ومن يحميها؟ تجيب: "إن ّالحكومة القائمة الآن ليست حكومة سياديّة، إنّها حكومة تصريف أعمال لا بصلاحيّات لديها، ثم لا وجود لرئيس جمهوريّة المدافع عن سيادة لبنان، هناك فراغ تام، ولا يوجد سوى مجلس النوّاب. إنّ الفراغ يسمح بانتهاك سيادة لبنان. لذلك، حان الوقت لنأتي برئيس/رئيسة جمهوريّة ورئيس وزراء متناغمين".

‏أسألها: ألا تعتقدين أنّ لديك مهمّة إقناع الثنائي بضرر الشغور والسماح بانتخاب رئيس للجمهوريّة؟ تجيب: موافقة.

وتقول إنّها تحاول ذلك عن "طريق رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي عبر بعض نوّابه وأحد مستشاريه. وإنّها تعمل معهم من أجل إقناعهم بأنّه بعدّ كلّ هذا الفراغ لم يعد هناك من حلّ، إلاّ بانتخاب رئيس للجمهوريّة. يقول لها البعض أنّ برّي مستعدّ، لكن "الحزب"، ليس مستعدّاً بعد، ولا يريد برّي أن يعاند "الحزب" في قصّة رئاسة الجمهوريّة "هكذا قيل لي".

باعتباركِ المرشّحة الثالثة، أعطني خمس أولويّات تريدين تطبيقها عندما تصبحين رئيسة للجمهورية. ‏تقول إنّ لديها سبع أولويّات، إنّما تذكر البعض: الأولى تطبيق الدستور، "عندما نطبّق الدستور، فإنّ عدداً كبيراً من مشاكل لبنان يُحلّ، لم أقلّ كلّ المشاكل ربّما ثمانون في المائة. ولكلّ أولويّة، سأشكّل لجنة مستشارين تعمل مع الوزارة المختصّة بالأولويّة ومع رئيس الوزراء والرئيسة، ولكلّ أولويّة هناك روزنامة وتوقيت ‏وهناك تقييم لما نقوم به. سنعمل على ست أو سبع أولويّات بشكل متوازٍ، أيّ في الوقت نفسه، وإنّما بلجان مختلفة. والأولوية الثانية هي تطبيق اللامركزيّة الإداريّة والإنمائيّة الموسّعة. ‏أمّا الأولويّة الثالثة فهي إعادة هيكلة المصارف وهيكلة البنك المركزيّ من أجل الاتفاق على كيفية إرجاع نسبة عالية من الودائع إلى المواطنين، والأولويّة الرابعة هي الاتفاق مع صندوق النقد الدوليّ على الشروط، إمّا بتعديل قسم منها أو حتى بتغيير قسم منها، والأولويّة الخامسة هي فصل القضاء عن السياسة، إذ لا بد من العودة إلى تفجير المرفأ لنعرف من يُعاقب وما الذي حصل، والأولويّة السادسة هي متابعة تقوية الجيش وتطبيق القرار 1701 الذي ما زال صعباً ويتطلّب الانسحاب 10 كيلومترات حتى نهر الليطاني وإرسال الجيش إلى الحدود مع "اليونيفيل" لتحمل المسؤولية. إن تقوية الجيش تكون عن طريقي العدد والعتاد، وهذه الأولويات ستسير مع بعضها بعضاً".

وأسألها: هل أنت خائفة من انسحاب "اليونيفيل" من لبنان؟

تجيب قائلة: "أعرف أنّ وضع اليونيفيل صعب لأنّه يتمّ استهدافهم، وهذا يهدّد بقاءهم في لبنان، يهمّنا ليس فقط بقاء "اليونيفيل"، إنّما توسيع وجودهم، لأنّه لا يمكن تطبيق القرار 1701 من دون تقوية الجيش و"اليونيفيل"، إذ سيقول "الحزب" فوراً، ومن يدافع عن الحدود؟ وسيكون الردّ الجيش و"اليونيفيل" سيدافعان عن الحدود يداً بيد. وأميركا موافقة على إبقاء "اليونيفيل"، إنّما هناك ضغوط على بعض الدول الأخرى، لكن قطر مستعدة لمساعدة الجيش وتكبير عدده، وهناك أيضاً فرنسا، ودخلت الآن ألمانيا على الخط. قد تكون هناك دول أخرى، لكن هذه الدول الأربع مضمونة لدعم وتقوية الجيش و"اليونيفيل".

(صحيفة الشرق الأوسط)



* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3