فطر يفطر القلب
كيف تخبر جائعاً
أنّ زمن الصيام قد ولّى
وأصبح بإمكانه أن يفطر
ساعة يشاء؟
المجاعة في غزة
احتلّت ساحات الخراب،
ورمضان كاد أن يفقد معناه
فالجائع يجوع ولا يصوم،
ورغم كلّ الجهود
لم يستطع رمضان
أن يكون كريماً
ببضعة أسابيع من الهدنة.
نتنياهو استبق العيد
وأعلن تحديد موعد
لإجتياح رفح،
والإعلام الإسرائليّ
بدأ بالكلام
عن شراء خيم لإيواء
الذين سيهربون من المجزرة.
في عيد الفطر
يفطر قلبنا،
عندما نتجرّأ ونفكّر
ب١،٢ مليون إنسان في رفح
ينتظرون بخوف وإباء
قدوم الوحش الإسرائيليّ.
مع ذلك،
نعايد بعضنا بعضاً
في لبنان وفي بلدان المنطقة،
نحن الذين لم نخرج بعد
من الحروب المتناسلة،
التي دمّرت حاضرنا وأعدمت مستقبلنا.
نعايد بعضنا بعضاً
في لحظة حب وفرح،
فنلملم أجمل الأمنيات
ونزرعها على الألسن
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي،
وكأن في دواخلنا الكئيبة أمل،
في أن تتجمّع هذه الأمنيات
كطاقة خير إلهية وإنسانيّة،
تحلّ على شعب فلسطين
وعلى شعوب منطقتنا المنكوبة
في لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا.