هل سيخجل القاضي من عين عبدالله المنطفئة ويستمدّ الشجاعة من عينه المبصرة؟
Credits: INFO3

هل سيخجل القاضي من عين عبدالله المنطفئة ويستمدّ الشجاعة من عينه المبصرة؟

لا حاجة

للعودة إلى القانون

لمراجعة قضيّة عبدالله الحاج،

الموقوف حاليّاً

بتهمة استعادة مدخّراته بالقوّة من المصرف.


عبدالله لم يستخدم القوّة

بل هدّد بتفجير قنبلة كانت بحوزته،

وذلك لاسترجاع مدخراته البسيطة

التي حُرم منها بالقوّة

وخلافاً للقانون،

فكيف نسأل القانون

عمّا إذا كان عبدالله قد خالفه

 ويستحقّ بالتالي السجن؟


كان عبدالله قد فقد عينه

برصاصة مطاطيّة

أطلقها عليه حرّاس المجلس النيابيّ

حيث يجري إقرار القوانين،

فيما كان هو يرفع يديه

محاولاً تهدئة الوضع بين الحرس

ومنتفضين آخرين مثله،

كانوا يطالبون بحقّ شعبهم

بالأمان وبالعيش الكريم

مباشرة بعد تفجير المرفأ.


لم تكتفِ السلطة المجرمة

باقتلاع عين عبدالله،

بل أرادت أن تحرم عينه الأخرى من النور

من خلال إبقائه موقوفاً

في عتمة السجن.


معروف عن عبدالله

اندفاعته وشجاعته

ومسارعته إلى التضامن

مع كلّ من يجري اتهامه أو توقيفه

بسبب التعبير عن رأيه

أو الدفاع عن حقوقه.


فبات من الضروري

وللمرّة الألف،

إفهام عبدالله وأمثاله

أنّه ممنوع عليهم المطالبة بحقوقهم،

ممنوع على عبدالله وأمثاله

الاستمرار في التنقّل في الشوارع

بكلّ جرأة ومرفوعي الرأس،

احتجاجاً على الظلم

اللاّحق بمعظم المواطنين اللبنانيّين،

في معيشتهم وحريّاتهم وحقوقهم الوطنيّة.


ينظر اليوم قاضي التحقيق

في قضيّة عبدالله

بغية إصدار قراره الظني،

فكلّ التضامن مع عبدالله ورفاقه،

الذين ينظّمون في الساعة العاشرة صباحاً

اعتصاماً أمام قصر العدل

من أجل إطلاق سراحه.


ليس معروفاً بعد

ماذا سيكون قرار القاضي،

ولا تتعلّق المسألة بتطبيق القانون

الذي سبق ونقض نفسه

وسمح للمصارف بسرقة أموال المودعين،

بل إنّ كلّ المسألة تتعلّق

بالكيفيّة التي سينظر فيها القاضي

إلى عينَي عبدالله.

فهل سيخجل

أمام هيبة عينه

المنطفئة برصاصة حرّاس أهل التشريع والقانون؟

هل سيستمدّ الشجاعة  من عين عبدالله المبصرة

 والمحدقة به والواثقة من صوابيّة رؤيتها للحق،

فيعلن براءته، وحقّه باسترجاع ما سُرق منه بالقوّة؟

أم أنّه سيخضع لتهديد عيون أصحاب المصارف والمسؤولين

المتواطئين معهم،

هذه العيون الجشعة والوقحة

التي تنظر من عليائها

وبساديّة مطلقة

إلى أوجاع المواطنين؟

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3