طلاب كلية
Credits: Thomas SAMSON / AFP

طلاب كلية "Sciences Po" للعلوم السياسية في باريس ينهون تحرّكات مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائيل

ألغى طلاب في إحدى الجامعات الفرنسية المرموقة يوم الجمعة الإحتجاجات على حرب غزة بعد مشاجرات في الشوارع بين الجماعات المؤيدة للفلسطينيين والموالية لإسرائيل.

وفي التفاصيل، عطّل تحرّك مؤيّد للفلسطينيّين الجمعة سير العمل في كلّية (سيانس بو- Sciences Po) للعلوم السياسيّة العريقة في باريس، مع حصول إعتصام في الشارع يُحاكي الإعتصامات في حرم جامعات أميركيّة، وتسجيل مواجهات متوتّرة مع متظاهرين مؤيّدين لإسرائيل.

ومساءً، أعلنت إدارة المؤسّسة عن إتّفاق مع الطلاب المؤيّدين للفلسطينيّين تعهّدت فيه إجراء نقاش داخلي بحلول الخميس بحيث "يمكن خلاله طرح كلّ الأسئلة" وتعليق الإجراءات التأديبيّة ضدّ المتظاهرين.

وكتب جان باسير، المسؤول الموقّت عن الكلّية، في رسالة أرسلها إلى الطلّاب والمعلّمين في نهاية يوم من التوتّرات أمام المؤسّسة، "بالنظر إلى هذه القرارات، تعهَّد الطلاب عدم تعطيل الفصول الدراسيّة والامتحانات وكلّ أنشطة المؤسّسة".

وقد لاحظت صحافيّة في وكالة فرانس أنّ هذه الرسالة قوبلت بارتياح من جانب عشرات المتظاهرين الذين كانوا لا يزالون متجمّعين عند الساعة 21,30 (19,30) أمام الكلّية.

وبعد صدور هذه الرسالة عن الإدارة، أخلي المكان تدريجاً في هدوء. وكان أكثر من 200 متظاهر قد غادروا أصلاً في وقت سابق، بعد تحذيرات من الشرطة.

وتصاعد التوتّر في فترة بعد الظهر مع وصول نحو خمسين متظاهراً مؤيّداً لإسرائيل وهم يهتفون "حرّروا (سيانس بو- Sciences Po) و"حررّوا غزّة من حماس".

وكان بعضهم ملثّمين ويرتدون خوذ درّاجات ناريّة. وحدث تدافع بين أنصار المعسكرين في حضور عدد كبير من الصحافيّين.

ثمّ اصطفّت قوّات الشرطة للفصل بين المجموعتين، من دون استخدام العنف.

وكان طلاب مؤيّدون لغزّة باشروا قبل ذلك بإزالة صناديق قمامة تسدّ مدخل المبنى.

ومساء الأربعاء، نُصبت نحو عشر خيام في باحة مبنى آخر، قبل أن تطرد الشرطة الطلّاب المؤيّدين للقضيّة الفلسطينيّة.

وتلقّى هؤلاء الطلاب الجمعة دعمًا من شخصيّات عدّة في اليسار الفرنسي المتطرّف (حزب فرنسا الأبيّة)، بينهم الناشطة الفرنسيّة الفلسطينيّة ريما حسن المرشّحة للانتخابات الأوروبّية.

وقالت حسن للصحافة إنّهم يحملون "شرف فرنسا"، مكرّرةً كلمات زعيم الحزب جان لوك ميلانشون الذي توجّه برسالة صوتيّة إلى المتظاهرين المؤيّدين لغزّة بهدف دعمهم.

وقررت إدارة (سيانس بو- Sciences Po) إغلاق مبانٍ عّدة في حرمها الجامعي في باريس و"دانت بشدّة هذه التحرّكات الطالبيّة".

من جهتها، نظّمت الإدارة إجتماعاً مع ممثّلين عن الطلاب صباح الجمعة، وهي تتعرّض لإنتقادات قسمٍ من الجسم التعليمي لأنّها سمحت للشرطة بالتدخّل في الحرم الجامعي.

وأفادت وزيرة التعليم العالي في فرنسا سيلفي روتايو "نعم للنقاش، لا للتعطيل".

بالتزامن مع ذلك، تدعو "لجنة فلسطين" في الجامعة إلى "إدانة واضحة من جانب (سيانس بو- Sciences Po) لممارسات إسرائيل" و"إنهاء التعاون" مع كل "المؤسسات أو الكيانات" التي تُعتبر ضالعة "في القمع النُظمي للشعب الفلسطيني".

وكما الحال في الولايات المتحدة حيث تؤدي تحرّكات الطلاب المؤيدين لغزة إلى إثارة جدل سياسي، يُتهم نشاط الطلاب المؤيدين لغزة في (سيانس بو- Sciences Po) بمفاقمة معاداة الكراهية في الحرم الجامعي.

كما رأى رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوناتان عرفي أنّ "ما من شيء كبير يحصل"، لكنه اعتبر أنّ التحرّك "ينجح ويأخذ الحرم الجامعي بكامله رهينة، ويمنع الحرّية الأكاديمية ويتسبّب بمناخ من الترهيب الفكري لدى جزء من الطلاب اليهود".

وأشار مراسل لوكالة فرانس برس إلى أنّ حشداً صغيراً من الطلاب والناشطين والمتعاطفين مع "لجنة فلسطين" واصلوا محاولة التحرّك داخل حرم (سيانس بو- Sciences Po) وخارجه عصر الجمعة.

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3