مفوض عام الأونروا يحذر من مجاعة تحكم قبضتها على غزة متهماً إسرائيل بعرقلة إدخال المساعدات والسعي لتصفية أنشطة الوكالة في القطاع
Credits: Charly TRIBALLEAU / AFP

مفوض عام الأونروا يحذر من مجاعة تحكم قبضتها على غزة متهماً إسرائيل بعرقلة إدخال المساعدات والسعي لتصفية أنشطة الوكالة في القطاع

حذر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس الأربعاء من أن مجاعة يتسبب فيها الإنسان "تحكم قبضتها" على أنحاء قطاع غزة المحاصر، واتهم لازاريني إسرائيل بعرقلة إدخال المساعدات والسعي لتصفية أنشطة الوكالة في القطاع.


في التفاصيل، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أمام مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا "اليوم، تجري حملة ماكرة لإنهاء أنشطة الأونروا، ما سيكون له تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين".


نذكر أن الوكالة توفّر المساعدات وخدمات التعليم والصحة لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان. ويصف كبار مسؤولي الأمم المتحدة الوكالة بأنها العمود الفقري لعمليات المساعدات منذ اندلاع الحرب قبل ستة أشهر في غزة.

في هذا الإطار، قال لازاريني "في جميع أنحاء غزة، تُحكم مجاعة من صنع الإنسان قبضتها... في الشمال، بدأ الرضع والأطفال الصغار يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف. وعلى الجانب الآخر من الحدود، ينتظر الطعام والمياه النظيفة. لكن لا يُسمح للأونروا بتقديم هذه المساعدات وإنقاذ الأرواح".


نذكر أن إسرائيل وجّهت أصابع الاتهام نحو الأونروا في يناير كانون الثاني قائلةً أن 12 من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13 ألفا في غزة متورّطين في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأدى إلى مقتل 1200 شخص، بحسب الإحصائيات الإسرائيلية. وأسفر الهجوم الذي أطلقته إسرائيل على قطاع غزة في أعقاب ذلك عن مقتل أكثر من 33 ألفا، وفقا للسلطات الصحية في القطاع.


وبالتالي، أقال لازاريني الموظفين الذين اتهمتهم إسرائيل بالتورط في الهجوم ويجري تحقيق داخلي للأمم المتحدة في هذه الاتهامات. بالإضافة إلى ذلك، ذكر تقرير منفصل للأونروا في فبراير شباط أن بعض الموظفين الذين اعتقلتهم الدولة العبرية أفادوا بأن السلطات الإسرائيلية أجبرتهم على الاعتراف كذبا بأن الأونروا لديها صلات مع حماس وأن موظفين شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول. ومن المقرر الانتهاء من مراجعة مستقلة حول قدرة الأونروا على ضمان الحياد هذا الشهر.


بالمقابل، وصف مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان الذي كان يجلس بجوار المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مجلس الأمن الأونروا أمس الأربعاء بأنها "أكبر مدافع في العالم عن حل الدولة الواحدة - دولة فلسطينية من النهر إلى البحر".

في هذا الإطار، قال إردان للمجلس إن "هدف الأونروا ليس المساعدة أو التعليم، وإنما هي تخلق في الواقع بحرا من اللاجئين الفلسطينيين، الملايين منهم، الذين تم تلقينهم الاعتقاد بأن إسرائيل ملك لهم". وتابع أن "إسرائيل لا يمكن ولن تسمح للأونروا بالبقاء في غزة كما فعلت في السابق".


الجدير ذكره، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أسست الأونروا عام 1949 لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في أعقاب الحرب التي اندلعت خلال قيام إسرائيل، وتم تهجير 700 ألف فلسطيني، كثيرون منهم فروا إلى غزة. وقال لازاريني إن الأونروا تتعرض لحملة لطردها. مضيفاً أن "في غزة، تسعى حكومة الدولة العبرية إلى إنهاء أنشطة الأونروا. ويتم رفض طلبات الوكالة لإيصال المساعدات إلى الشمال بشكل متكرر. ويجري استبعاد موظفي الوكالة من اجتماعات التنسيق بين إسرائيل والمنظمات الإنسانية".

كما استطرد "والأسوأ، هو أن مباني الأونروا وموظفيها يتعرضون للاستهداف منذ بداية الحرب. وقُتل 178 من موظفي الأونروا".


في هذا السياق، قالت الوكالة في تقرير نشرته في وقت سابق من أمس الأربعاء إن بعض موظفيها وغيرهم ممن احتجزتهم القوات الإسرائيلية في غزة تعرضوا لسوء المعاملة بما في ذلك الضرب المبرح والإجبار على التعري.

في هذا الصدد، قال روبرت وود وهو نائب المندوبة الاميركية لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن إن الولايات المتحدة تدرك "الدور الذي لا غنى عنه" للأونروا في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة وتدعو إلى "رفع القيود المرهقة على عملها". أضاف وود أن "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الانعدام الحاد للأمن الغذائي والخطر الحقيقي للغاية المتمثل في المجاعة الوشيكة. والأونروا ضرورية لتجنب حدوث ذلك".

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3