كأن شياطين لبنان استفاقت و

كأن شياطين لبنان استفاقت و"الوقت" خطّ تماس

Info3 – إيلي الحاج    

كأن اللبنانيين كان ينقصهم خط تماس سياسي ينقسمون على ضفتيه، حتى يجيء الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ويشعلانها معركة طائفية في الوقت غير المناسب على "الوقت". 

ويا للهول ! سيكون هناك في لبنان على مدى نحو ثلاثة أسابيع وقت للمسيحيين ووقت للمسلمين، وسيكون ذلك تجسيداً لا سابق له لتقسيم معنوي بين اللبنانيين على أساس طائفي، بدل أن تكون كل جهود الحكومة، ومجلس النواب والسياسيين وقادة الرأي، منصبة على مواجهة حرب التجويع التي يتعرض لها الإنسان في هذه البلاد، إلى درجة يتعذر فيها على غالبية الناس تأمين لقمة عيشهم. 

هذا ما جناه على لبنان نبيه بري بتغليبه الطائفية في تفكيره على المنطق، ونجيب ميقاتي بخفته الشديدة وسعيه إلى استرضاء هذا وذاك وأولئك، كي يبقوا شركاءه في تغطية الفضيحة الكبرى، والمتمثلة بنهب الناس ثرواتهم ومداخيلهم في المصارف من دون أمل في استردادها. 

ولكأن الشياطين استفاقت بين ساعة وساعة، كما لم يحصل في أبشع أيام "حرب السنتين"، حين انقسم البلد على كل شيء ولم يعد يجمع ضفتيه غير صوت فيروز والوقت الواحد. هكذا فجأة وعينا على عودة المشاعر الطائفية الحادة، وعلى حقيقة أنها "قلوب ملآنة" بفعل تحكم ما يسمّى بـ"الثنائي الشيعي" في قرارات الدولة وتخبط هذا الثنائي ما بين الأوهام والعشوائية ومعاداة العالم كرمى لعيون نظام الملالي في إيران، حتى أصبح لبنان الذي كان يُعرف بسويسرا الشرق من أفقر الدول والقسم الأكبرمن شعبه تحت الخط الأدنى من الفقر بدرجات. 

ولكن من أين لبرّي وميقاتي وسائر القادة في لبنان، زمنيين وغير زمنيين، أن يعرفوا أحوال الناس ومعاناتهم الهائلة، فيما هم يرفلون وينعمون بثروات لا أحد يعرف من أين وكيف حفظوها من العاصفة التي ذهبت بأموال الناس؟ هؤلاء جميعاً لاحت أمامهم فرصة لخوض معركة من خلال تعبئة دينية ومذهبية واضحة وضوح الشمس، فلم يترددوا طالما أن الطائفية في لبنان تربح على الدوام وتحقق انتصارات شعبية بسهولة، حين أن المواقف الوطنية غير مضمونة، وقد تكون مكلفة وخطيرة على من يخوضها وفيها – يمكن- حياة وموت. 

وها أن ميقاتي قد وضع وراء ظهره المسلمين، فبات غير قادر على التراجع بدفع من برّي غير الغريب عن أجواء التحشيد الديني والطائفي ويمارسه حين يحلو له، فيما المسيحيون تقودهم رموزهم الدينية والسياسية نحو كباش له مبرراته العلمية والمنطقية، من وجهة نظرهم،لكنه يعبّر عن رغبة في خوض مواجهة ورفع صوت الاعتراض على منحى الانهيار الذي وصل إليه لبنان ووصلوا هم إليه أياً تكن الذريعة، فكان لهم "الوقت" هديّة تصرف الناس، كل الناس، من كل الانتماءات والمعتقدات عن الرغبة السابقة ف يالبكاء على حياتهم وما وصلوا إليه. وهذا أوفر تكلفةً في الواقع على الجميع من أي سلوك إنساني – اجتماعي يفترض أن يسلكوه، حيال "ناسهم" على الأقل. 

إنها "معركة الوقت" إذاً. ومعهم كل الوقت ما دام لا أحد يقول لهم لقد نفد وقتكم.

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3