إنتخابات الرئاسة بعد شهرين وأيام... أين هم المرشحون ولماذا كل هذا الصمت؟

إنتخابات الرئاسة بعد شهرين وأيام... أين هم المرشحون ولماذا كل هذا الصمت؟

يحلّ موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للرئيس ميشال عون بعد شهرين وبضعة أيام، بدءاً من أول أيلول المقبل. وعلى مدى شهرين حتى آخر يوم في ولاية الرئيس، 31 تشرين الأول، يقول الدستور إن المجلس النيابي يتحوّل هيئة ناخبة تلقائياً ،لا يستطيع النظر في أي موضوع قبل انتخاب الرئيس.

تكاد الولاية تنتهي إذاً والوقت مُداهِم. ولكن أين المرشحون، ومَن هم؟ أيام زمان قبل سنة وسنتين  من الإستحقاق كانت الجرائد تصدر ملاحق خاصة عن المرشحين، تعرض سِيرَهم وحظوظهم وأحاديث معهم إذا أمكن. ولعلّ أشهر الملاحق صدرت عن "النهار" وأيضاً "الأنوار" عام 1970 مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس شارل حلو، وقبل كل استحقاق رئاسي . وكانت أسماء لامعة من صحافيين والكتّاب السياسيين تتنكّب مسؤولية المهمّة الجليلة ، الياس الديري ونقولا ناصيف ومَيّ كحالة في "النهار"، وفي "السفير" مَن ينسى سلسلة "موارنة من لبنان" لحازم صاغية عام 1988 والتي تحوّلت كتاباً ثميناً عن رجالات تلك الحقبة وإن تناول الكاتب فيه بعض مَن لا يعرف شخصياً تلك الأيام بسبب ظروف الحرب، مثل سمير جعجع وميشال عون. وكانت الملاحق والحلقات الرئاسية تتضمن مقابلات مع المرشحين تعرض برامجهم ورؤاهم ومعلومات أرشيفية وأخرى منقولة عنهم ممن يعرفونهم جيّداً، ونصوصاً من مذكرات وكتب مرجعية وانطباعات عنهم وعن بيئاتهم واهتماماتهم الفكرية، بما يتيح للقارئ أو المتابع معرفة تاريخهم وتكوين فكرة وافية عن شخصياتهم وتطلعاتهم.

وكان لبنان غنياً بالشخصيات المؤهلة، كي لا نقول بنخبة مارونية، أقطاباً سياسيين وشخصيّات وقامات ذات قيمة ووزن، قارب عددهم الدزينتين في 1970. وفي 1976 و1982 و1988 أيضاً كان ثمة مرشحون بالعشرات لكل دورة، رغم خضوع الإنتخاب للموازين الحربية وانتقال صناديق الإقتراع إلى عواصم أجنبية وإقليمية، واقتصار دور مجلس النواب تالياً على المصادقة وإضفاء صفة الشرعية على من فرض نفسه، أو رست عليه عملية الإنتقاء خارج المجلس، وأحياناً خارج لبنان.  

اليوم ماذا؟ يفصلنا سبعون يوماً تقريباً عن بدء مهلة الشهرين لانتخاب رئيس ولا أحد يحكي عن الموضوع في الصحافة ووسائل الإعلام . لا عن انتخاب ولا عن مرشحين، كأن الإستحقاق الرئاسي يحلّ على جزيرة ناورو، أو جزر توفالو ( من دول الكومنولث) في المحيط الهادئ. والمُفترض أن الشعب اللبناني يعدّ المدة المتبقية من عمر هذا العهد بالدقائق والثواني بعدما ضرب الرقم القياسي في العجز والفشل، إلى درجة دفعت الدكتور محمد عبد الحميد بيضون، رحمه الله، إلى إطلاق عبارته التي صارت شهيرة: "كانَ يُقالُ عن البلد الفاشل جمهوريّة موز. غداً سيُقال جمهوريّة عون".  

الواقع اليوم أننا لا نرى ولا نسمع بوجود مرشحين. أّلأن هناك شعوراً عاماً بأن لا انتخابات رئاسية ستحصل، وبأن ميشال عون جاء من الفراغ وإلى الفراغ سيعود؟ أم لأنّ الرئاسة في حدّ ذاتها لم تعد مُغرية بعدما تلاشت الجمهورية غداة مئويتها الأولى وذكرى مرور خمسين عاماً على إطلاق النار على رأسها باتفاق القاهرة الذي افتتح مسيرة التخلّي والقضاء على سيادتها ووجودها في ذاتها؟ أم هم الموارنة لم تعد بينهم نخبة شخصيات تؤهلها مواصفاتها لتولي رئاسة الجمهورية، غير "أبطال الحرب"، الذين ليسوا أبطالاً حقاً بل بقوا أحياءً لأنهم كانوا محتمين ومختبئين جيّداً؟    

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3