لبنان مُعاقَب دَولياً بسبب

لبنان مُعاقَب دَولياً بسبب "حزب الله" ونتيجة الإنتخابات يمكنها فكّ أسرِه إيلي الحاج

قبل الإنهيار المصرفي والمالي في تشرين 2017 تجمّعت على مدى أعوام ملامح قرار دولي وعربي بمعاقبة لبنان الرسمي لتشكيله غطاءً لـ"حزب الله" باعتباره تنظيماً إرهابياً في نظر العالم، بعدما أخفقت كل المحاولات للفصل والتمييز بينهما على غرار ما جرى مع نظام طالبان في أفغانستان عام 2001 بعدما رفض التخلي عن حمايته لتنظيم "القاعدة" مما أدى إلى تدفيعهما معاً ثمناً باهظاً. وبالطبع لم يكن وارداً في حسابات الدول المهتمة بالوضع اللبناني توجيه ضربات مماثلة إليه بل الإكتفاء بنوع من حصار مالي وسياسي من النوع الذي يعيش اللبنانيون والمقيمون في بلادهم مفاعيله كل يوم أكثر من اليوم الذي سبقه.

لم يفعل الرئيس ميشال عون والمحيطون به شيئاً لإنقاذ البلاد من المصير الذي بدأت تتجه إليه من بداية العهد، متّكلين في تقديرهم على أن العالم لن يدع لبنان المحسوب على الغرب وعرب الاعتدال يصل إلى نقطة الإنهيار، وبلغت ظاهرة نكران الواقع لدى القيّمين على العهد درجة بناء أوهام على ثروة نفطية هائلة تحت البحر سيكون استخراجها كفيلاً بسداد ديون الدولة والمصرف المركزي وإطلاق موجة ضخمة من المشاريع المنتجة تجعل لبنان جمهورية نفطية غنيّة ومزدهرة مثل ممالك الخليج وإماراته ومشيخاته. وفي الإنتظار تواصلت عمليات الصرف الخيالي على موظفي الدولة والمشاريع والإهدار العظيم والفوائد الهائلة من دون أن يبدي المسؤولون أي اكتراث للأضواء السياسية الحُمر وترجماتها في الإنقضاض على مصارف وشركات وهيئات خالفت التعميمات الدولية بعدم التعامل مع "حزب الله" وتغطية أنشطته. وجاء وقت اعتبرت فيه دول العرب والغرب أن أدوار "حزب الله" المتصاعدة في المنطقة العربية، من اليمن إلى سوريا والعراق والبحرين وسواها بلغت حداً لا يُطاق يستوجب التحرك، وأن لبنان تحوّل عملياً ثُكنة ومركز تطويع وتأهيل وتخزين وتخطيط لعمليات التمدّد الإيراني في المنطقة فضلاً عن التحرك على مستوى العالم، فتقرّر ضربه مع الحزب على أساس أنهما جسمٌ واحد في كيانين منفصلين.

والحال أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان واضحاً عندما توجه بالسؤال إلى اللبنانيين "ألم تنتخبوهم أنتم؟"، وكان كلامه مع الإصرار الدولي المواكب لفرنسا على حصول الإنتخابات النيابية اللبنانية في موعدها دعوة إلى الوقوف في وجه الحالة التي دمّرت لبنان ومصالحه بطريقة ديمقراطية حضارية، تشكل أحد أوجه المقاومة السلمية لإيران وأنصارها ممن يحملون الجنسيّة اللبنانية ويرفعون الولاء لطهران ونظامها فوق ولائهم للبنان ومصالحه.

لم يرَ العرب ولا الغرب سبيلاً ممكناً للتعامل مع الوضع اللبناني، أفضل من تحميل كل لبناني مسؤوليته عن وطنه وعن مستقبله ومستقبل أولاده الشخصي. ويوم الأحد سيرى الجميع نتائج ما يكون اللبنانيون قد قرروه في صناديق الإقتراع. إذا فاز "حزب الله" ومن يحالفونه ويؤيدونه بصرف النظر عن مبرراتهم وذرائعهم لذلك، فسوف يستمر الوضع في السوء على السكة التي تسير عليها البلاد. أما إذا جاءت النتائج متقاربة بحدود 60 صوتاً وزائد لكل من الفريقين فيمكن أن تفتح نافذة على حلول بالتوازي مع اقتراب موعد انتخاب رئيس للجمهورية يستطيع الإيحاء بشخصيته وقيمته أن لبنان بلد قابل للإنقاذ وشعبه يستحق أن يساعده العالم وأشقاؤه ويلتفتوا إليه بما يتجاوز كراتين الإعاشة لإنقاذه من مجاعة 1914 أخرى.

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3