إيلي الحاج يكتب :
فليسقط

إيلي الحاج يكتب : فليسقط "حصان طروادة " الملالي جبران باسيل في البترون خطوة أولى على درب التحرير

قامت العونية أساساً على فكرة بسيطة جداً: الأوضاع سيّئة لكنها ستُسوّى جميعاً ويرجع لبنان عندما يصبح الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية. خلال ولاية الرجل مدى ست سنين تبيّن بالملموس أن الأوضاع انتقلت من تصنيف السيئة إلى جهنّم. لجأت العونية إلى منطق يقول إن الأفرقاء السياسيين، "الآخرين"، لم يدَعوا العوني الرقم 1 يشتغل، وبالعامّيّة "ما خلّوه" فلم ينجح العهد. لكنه سينطلق من جديد، وسينجح ويحلّق مع جبران باسيل رئيساً في قصر بعبدا. خطورة الكلام هذا أنه يضرب الرأس كمعظم النظريات العونية في السياسة والوطنية، إلّا أن عدم التعامل معه جدّياً باعتبار أنه كلام غير واقعي ولا يمتّ بصة إلى المنطق هو خطأ كبير، لا سيّما قبل انتخابات نيابية سيسعى "حزب الله" إلى استغلال نتائجها للزعم أنه يتمتع بغالبية في غالبية المناطق والفئات التي يتكوّن منها لبنان، ولا سيّما في البيئة المسيحية منها بعد البيئة الشيعية المغلقة بسطوة السلاح أمام منافسيه الأحرار والمستقلين. وبعد تصوير جبران باسيل الأقوى في طائفته، أو أحد أبرز الأقوياء فيها بفعل رفده بعدد من النواب، سينتقل الحزب إلى دعم ترشيحه هو على الأرجح وليس سليمان فرنجية للرئاسة على أساس أن للتيار العوني الذي يترأسه امتداداً على مستوى البلاد ككل وليس محصوراً في قاعدة مناطقية ضيقة على غرار فرنجية في الشمال، وخصوصاً أن باسيل أحرق كل مراكبه في سبيل الحزب، سواء في داخل لبنان أو خارجه، حيث تلاحقه العقوبات الأميركية والشعبية بتهمة الفساد. وحزب الملالي في لبنان وفيٌّ مع الأوفياء له، فيما فرنجية سيظل تابعاً لما يُسمّيه "الخطّ" كيفما تقلبت الإتجاهات الرئاسيّة، لا يستلزم إرضاءه من الحاكم بأمره وأمر الخامنئي الشيء الكثير. ورغم إصابة جبران باسيل بخسائر أليمة في تظاهرات الإنتفاضة الشعبية التي جعلت شتيمته رمزاً لها، لا يزال الرجل يؤكد بخطاباته، وبطولاته وأحاديثه عن فضائله وإنجازاته، أن الكلام العادي لا يخرقه، وأنه هو الذي فرض على المتظاهرين مخاطبته بلُغَة الشارع، بعدما أمعن في نُكرانه للواقع ورمي المسؤوليات دوماً على غيره على غرار ما دأب على فعله حموه وحاميه فخامة الجنرال منذ انخراطه في الشأن العام والمسؤوليات. سليمان فرنجية الجدّ رفع شعاراً في بداية عهده "وطني طائماً على حق". شعار عون وصهره "الحق دوماً على الآخرين، ما عم يخلّونا". 

في المطلق يصعب على المرتاح أن يتخيّل كيف تمرّ حياة الإنسان المحروم أبسط مقوّمات العيش بكرامة، من كهرباء وغذاء وطبابة ودواء وقدرة على التنقّل وتعليم أولاده وتأمين متطلبات عائلته، إلّا أن باسيل يزيدها بإعلاء شأن كل ما هو طموح شخصي وجشع للسلطة على أي اعتبار آخر. ويزيدها في احتقار رأي الناس وتقديم نفسه لسائر اللبنانيين في صورة المنقذ بينما يرون بقاءه المفروض من "حزب الله" في معترك السياسة والمسؤوليات مدمّراً حتّى للأمل في هذه البلاد. لذلك تكتسب معركة قضاء البترون في دائرة الشمال الثالثة أهمية قصوى. هناك تستطيع القوى اللبنانية التي لا تزال ملتزمة الدفاع عن الوطن ومصالح أبنائه أن توجّه ضربة قاسية إلى ذراع إيران في لبنان من خلال إسقاط الحليف الأول للملالي، والذي تحوّل حصان طروادة في بيئته وشعبه. فليسقط جبران باسيل، ليكون سقوطه خطوة أولى على درب التحرير.

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3