لبنان سجن كبير بلا جوازات سفر وممنوع الهرب من جهنّم

لبنان سجن كبير بلا جوازات سفر وممنوع الهرب من جهنّم

هل يُدرك المُفترَض أنهم مسؤولون في هذه البلاد الشقيّة ماذا يعني حرمان اللبنانيين في الوطن والمهجر حقّهم في الحصول على جوازات سفر؟

الأرجح لا فكرة عندهم لأنهم يتمتعون بجوازات خاصة وديبلوماسية فضلاً عن "جوازات الخدمة" التي تتيح لحامليها المحظيين غالباً، ماسحي الأحذية في بلاطات السلطة، تسهيلات ومعاملة مميّزة في عدد من الدول. أما المسؤولون والسياسيون حاملو جوازات الأجنبية فما أكثرهم في هذه البلاد. وجميعهم آخر همّهم معاناة الناس، شعبهم، الذين يحاولون الإفلات بشبه يأس من جهنّم وَعَدهُم بها أعلى مرجع في دولتهم، واعتقدوا في البدء أنها مزحة غير مقصودة، لَفَظَها عفواً، وسرعان ما تبيّن أنها حقيقة. الوعد المُرعب كان صادقاً.

يوازي عدم إعطاء المواطن / المواطنة، جواز سفر أو عدم تجديد جوازه، قراراً بمنع السفر. وفي بلاد يحكمها القانون وأناس مُحترمون لا يصدر قرار كهذا إلا عن السلطات القضائية. قد تكون ضاغطة فعلاً الظروف التي حتّمت على المديرية العامة للأمن العام وقف العمل بمنصة مواعيد جوازات السفر. فالشركة التي تعاقدت مع الدولة اللبنانية لتأمين كميات من الجوازات لم تستوفِ قيمة العقد معها. والدولة لا مال عندها تعطيه ولا أمل، حتى بأيام أفضل، على أيام المتحكمّين في سمائها. هكذا يصير لبنان نوعاً من سجن كبير، يسدّ محتلّو مواقع السلطة فيه سبل الفرار والنجاة أمام المواطنين- السجناء. صارت جناية تُعاقَب عليها في ظلّ حُكم هؤلاء أن تكون لبنانياً وتحبّ لبنان . فليتحمّل إذاً كل مواطن تبعات قراره البقاء لبنانياً لا غير والتمسك بالجنسيّة التي انحدرت إليه أباَ عن جدّ. وإذا حاول الإنتقال إلى الخارج كي يجد عملاً يمارسه ويعيش باحترام وكرامة كبقية البشر في العالم، فسيحبطون محاولته، وأحلامه، بمجرد أنه لا يحمل جواز سفر أو أن جواز سفره لم يعد صالحاً. نقطة انتهى موضوع الهرب عبر المرافق الشرعية جوّاً بحراً برّاً . أمّا إذا فكّرت في الهرب بالطرق غير الشرعية، كما تجرّأ وفعل بعض اللبنانيين الشجعان الآخرين الذين ركبوا الموج والليل والأقدار، فيا وَيلك. سيأكلك السَمَك وستذرف عليك عيونهم، مع أهلك والذين يحبّونك، دموع التماسيح.  ويا لها لعنة أن تكون لبنانياً زمن حكم هؤلاء، سواء أكنت في الداخل أم الخارج. على أرض بلادك التنكيل بك أسهل. في المغتربات تظنّ أنك في مأمن منهم، لكنهم سيطاردونك حتى آخر المعمورة كَي يسطوا على ثروتك وجنى عمرك، ويخدعوك وينصبوا لك الشراك وينتزعوا بكل الوسائل صوتك، أي موافقتك وتأييدك لشرورهم وارتكاباتهم.  ستطاردك مكائد هؤلاء البلا أخلاق ولا قلب، هم وحلفاؤهم الذين كنت تظنّهم خصوماً لهم. وتنكّل بك مع الذكريات الجميلة عن بلادك. وكم سيعذّبك إذا ابتسم لك الحظ وحصلت على جواز سفر بلادك أنّك بسببهم تحمل "باسبوراً" مُحتَقَراً في عموم الأمَم.

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3