التعويضات والعودة المستحيلة إلى الحياة الطبيعيّة تحت الاحتلال الإيرانيّ والخيار الوحيد
Credits: INFO3

التعويضات والعودة المستحيلة إلى الحياة الطبيعيّة تحت الاحتلال الإيرانيّ والخيار الوحيد

كلّ يوم تتوسّع وتتعمّق مأساة اللبنانيّين، الذين شاءت أقدارهم أن يكونوا جنوبيّين، رغم أنّ السيّد حسن نصرالله لا ينفك يطمئننا إلى سعادتهم وشعورهم بالفخر.

الرحمة للضحايا والشفاء للجرحى. في الخسائر الماديّة الأرقام تتكلّم، وإن كانت غير نهائيّة وغير رسميّة، وحتّى لو حجبتها وسائل الإعلام لسبب قاهر أو لآخر. تتكلّم على دمار شامل مسح مئات المنازل وأصاب آلافاً جزئيّاً. تحكي عن نزوح حوالى مئة ألف مواطن من أراضيهم وقراهم إلى مناطق آمنة شمال الليطاني، عدا عن الحرائق التي طالت البساتين والأحراج. ونسمع ونقرأ عن مطالبات وموافقة ميقاتيّة، ثمّ سحب موافقة واعتراضات على دفع تعويضات ماليّة لعائلات الضحايا والمصابين ولإعادة إعمار ما تهدّم والأرزاق والأشجار والمزروعات التي احترقت بالقنابل الفوسفوريّة وغيرها. 

مَن يجادل في أنّ الوقوف بجانب أهلنا في الجنوب هو واجب وطنيّ وإنسانيّ وأخلاقيّ؟ ولكن مَهلاً، فما دام قرار السلم والحرب في يدّ "الحزب"، وليس في يدّ الدولة اللبنانيّة، وقد أثبت ذلك مرّة أخرى بفتحه المعركة عبر الحدود من دون شورى ولا دستور ولا أيّ اعتبار للبنانيّبن كافة، وما دام هذا "الحزب" يتسبّب على التوالي بخسائر فادحة للاقتصاد اللبنانيّ ويغطّي الفاسدين ويقمع بالعصي وقبضاته وشعاراته المذهبيّة النافرة أيّ تحرّك شعبيّ لمحاسبتهم. كما يضع يده على مصادر الدخل التي توفّرها العائدات الجمركيّة من المطار والمرفأ والحدود البريّة، عدا عن اقتصاد الظلّ الذي يديره، فإنّ المسؤولية عن التعويض، بخاصّة عن خسائر المواطنين الجنوبيّين تقع على عاتق "الحزب"، وكذلك الخسائر التي تطال البنية التحتيّة أو الخسائر الاقتصاديّة الأخرى.

وفي هذه الظروف الشديدة الصعوبة والخطورة، ليكن الله في عون جميع اللبنانيّين المحصورين أمام خيار واحد هو التمسّك أكثر من أيّ يوم مضى بوطنهم ودولتهم وبالدستور وضرورة تطبيق القرارات الدوليّة 1559،1680،1701 التي توجب على "الحزب" تسليم سلاحه بالكامل إلى الدولة اللبنانيّة، وألاّ يكون هناك سلاح خارج القوى الأمنيّة والعسكريّة اللبنانيّة، قبل البحث في التعويضات وتغطية الخسائر الناجمة عن أعمال القصف والغارات الإسرائيليّة. وبعد ذلك، يُمكن الحكومة الطلب إلى دول العرب والغرب والشرق العربيّ المساعدة في الحصول على الأموال اللاّزمة.

وأيّ مراهنة على جهل العالم بواقع أنّ لبنان يرزح تحت احتلال إيرانيّ هو تعبير عن قصر نظر وهرب وتأجيل للبحث في الموضوع. ما عاد أحد في العالم لا يدرك أنّ "الحزب" هو ميليشيا إيرانيّة بأفراد لبنانيّين، وأنّه يُسمّي نفسه "المقاومة الإسلاميّة في لبنان"، وإيران -ولاية الفقيه هي المرجع الإيديولوجيّ والسياسيّ لهذا "الحزب" ومصدر أمواله وأسلحته، باعتراف أمينه العام.

يتحدّث بعضهم عن احتمالات عودة لبنان إلى الحياة الطبيعيّة، وهذه مستحيلة من دون التخلّص من الاحتلال، مواجهته بكلّ وسائل التعبير واجب تاريخي على اللبنانيّات واللبنانيّين الأحرار لاستعادة حرّيتهم ووطنهم، غير ذلك تضييع وقت.


* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3