Credits: INFO3

"العَين بالعَين والسِنّ بالسِنّ" مشكلتنا مع يسوع الناصري

يضعنا يسوع الناصري أمام مشكلة صعبة عندما يندفع الناس في تطبيق وَحشي لمعادلة "العَين بالعَين والسِنّ بالسِنّ".

بصرف النظر عن هُوّية المعتدي وهُوّية المعتدى عليه، وموضوع الخلاف، وفي أي بلاد وأيّ عصر يقع.

لقد دفع يسوع الناصري حياته ثمناً لرفض هذه المعادلة، وتلقّى اتهامات بخيانة شعبه، وقُتِل بأبشع طريقة، ولم يتراجَع. حتّى وهو يُسلِمَ الروح لم يتراجع.

وكان أعطى مَن تَبَعوه دروساً لا تُنسى في الوقوف مع المظلوم والمُضطَهَد والفقير والعاجز والجريح والأسير والمُحتَقَر في بيئته.

ولو كان اليوم بيننا، أقول بينما أتابع الأحداث الجارية، لكان موقفه هو نفسه من النزاع بين بني قومه والجيش الروماني.

 "أحبّوا أعداءكم، بارِكوا لاعِنيكم"، قال لليهود. و"بالسيف الذي تأخِذونَ به تُؤخَذون".

يا لها خيبة لمن كانوا يريدونه قائداً يُخلّصهم مِن ثقل الاحتلال، وهو يخبرهم أن معركته من طبيعة أخرى. ثم وهو يقول "لستُ من هذا العالمِ... ولكِن ثِقوا، لقد غَلَبتُ العالَم". 

والحق لو كنت قيّماً على شؤون اليهود في تلك الحقبة لتساءلت ماذا يريد فعلاٍ هذا الرجل؟ يرفض الانخراط في مقاومتنا المصيرية من أجل البقاء والتحرر، بينما يجمع الناس حوله ويحرضهم علينا نحن بدل الاحتلال؟

لا يزال اليهود، ومَن يحاربونهم اليوم، والمسيحيون في غالبيتهم الساحقة، يطبقون معادلة "العين بالعين والسنّ بالسنّ".

أكاد أرى هذا الصباح يسوع المسيح، جالساً وحيداً يبكي.

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3