ما بعد حملة التخويف والكراهية العظيمة على النازحين السوريين

ما بعد حملة التخويف والكراهية العظيمة على النازحين السوريين

 

أخاف عندما تتحدث طائفة بأكملها بكلام واحد. تلوح لي مظاهر جنون جماعي يستدعي الحذر الشديد.

أخاف عندما أقرأ على وسائل التواصل دعوات مجهولة المصادر إلى تشكيل جماعات شبابية في بلدات وقرى مسيحية لصدّ تجاوزات النازحين السوريّين. 

وعندما أتذكر أن تحريضاً كهذا ضد الفلسطينيين قبل الحرب سرعان ما وجد المنقادون له أنفسهم في مواجهات عنفية مع جيرانهم المسلمين ومع أنفسهم لاحقاً.

ليس هناك أخطر على لبنان وأهله من إيكال مهمة التصدي للتجاوزات وفرض الأمن إلى مدنيين.

سيأتي الرعاع صدقوني. وسنصير جمهورية ومدن بلدات وقرى وأحياء "كل مين إيدو إلو". وتسود شريعة الغاب والأقوى يغلب الأضعف.

لذلك، ألف مرة الدولة ورجال الدولة من جيش ودرك وأجهزة أمن وشرطة بلدية حتى لو كانت الدولة في أسوأ أحوالها، وولا مرة المدنيون الذين سيغلب عليهم الرعاع، ومن أي طائفة ومنطقة كانوا.

بعض الأصدقاء قال لي ليس الآن وقت مسيحياتك وأخلاقياتك. يأخذونني إلى مكان آخر كي أدافع عن نفسي. لا يتخيلون أنني لست مسيحياً ولا أخلاقياً، وأعرف نفسي أكثر منهم. بل إنسان يحسب، ويوجعه ضميره إذا سكت عن ظلم بريء.

كل مشاكل لبنان من النازحين السوريين، حقاً؟ لا أقول إن نزوحهم لم يفاقم المشكلة. ولكن ماذا تفيد حملة الكراهية والتخويف العظيمة هذه؟ لا تفيد شيئاً على الإطلاق.

هؤلاء هجرهم من بيوتهم بشار الأسد وحليفه حزب الامتداد الإيراني الخميني في لبنان. يرفض الأسد المجرم عودتهم ويدفعهم إلى بلادنا لأن نظامه أفلس ولا يريد ان يتحمل أعباء معيشتهم .

ولكن هذه مسؤوليته ما دام يقول إنه رئيس سوريا. قد يكون احتمال الحل الوحيد أن نتوجه مجتمعين إلى عواصم القرار والهيئات الدولية بهذا الموقف الموحد كلبنانيين. غير ذلك جلد للذات وتضييع وقت وغرق في مستنقع آسن.

 

(إيلي الحاج)

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3