ليس للغاز سوى رائحة التطبيع مع اسرائيل

ليس للغاز سوى رائحة التطبيع مع اسرائيل

سوف نسمع عاجلاً شعارات النصر الإلهي كما حدث بعد حرب تموز 2006. سوف يعلن حزب الله انتصاره على الصهاينة ونجاحه في الحصول على كل الحقوق المنهوبة. والبعض في إسرائيل ، مثل نتنياهو ، سيؤكد ذلك لأسباب انتخابية. إلا أن الغاز لن يظهر قريبًا. يجب إجراء عمليات الحفر لضمان وجوده. وإذا وجدنا أي شيء منه ، سيكون أمامنا مصير فنزويلا ، التي على الرغم امتلاكها أكبر احتياطات نفطية في العالم ، يعيش ثلاثة أرباع سكانها في فقر مدقع. وفوق الفساد الذي تعانيه فنزويلا ، يواجه لبنان احتلالًا إيرانيًا.

الدلالة الأولى لتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود هو أن لبنان يطبع علاقاته مع إسرائيل. سيتمكن حزب الله لخداعنا من استخدام كل السيناريوهات ، كالتوقيع على وثيقتين مع الأمم المتحدة، رغم أنه لا يعترف بالمحكمة الخاصة بلبنان التي شكلتها ، ولا بالقرارات الدولية. وأخيراً ، تقدم الميليشيا الإيرانية ضمانات أمنية واقتصادية للدولة العبرية.

والدلالة الثانية أن لحزب الله حقوقاً لا يتمتع بها أي طرف آخر. فوحده حصل على نسخة من الرد الأميركي، بينما كان على الأطراف الأخرى قراءة جريدة "الأخبار" للإطلاع على التفاصيل. وفوق ذلك ، من حق حزب الله مهاجمة اتفاق 17 أيار والموقعين عليه، واتهامهم بالخيانة ، لكنه يقبل الخط 23 ، بينما خلص الجيش والعديد من الخبراء إلى أن حدودنا كانت على الخط 29. وهذا عمل خيانة عظمى لكثير من الناس.

كل هذه التهديدات، وإرسال الطائرات المسيّرة إلى منصة استخراج النفط ، والحديث عن "ما بعد بعد كاريش" للتوصل إلى اتفاق أسوأ بكثير من اتفاق 17 أيار؟ لماذا خسرنا 39 سنة؟ وإذا كنا سنقبل الخط 23 ، فلماذا أضعنا 12 سنة؟

قد تبدو الإجابة سخيفة للبعض ، لكن حزب الله هو أكثر بكثير من مجرد حزب ، إنه حزب الله ، وحسن نصر الله تلقى تفويضًا إلهيًا لتنفيذ إرادة الله والسياسة الإيرانية، وإذا وُجد مَن يواجهونه فهم ليسوا ، حسب رأيه، سوى أنصاف رجال. وما هو حرام على سائر اللبنانيين حلال عليه.

سيشرح البعض هذه التنازلات بأنها زهرة منحتها إيران للغرب من أجل رفع العقوبات التي تسمح لها بزيادة إنتاجها النفطي. باستثناء أن أي زيادة في المعروض من الهيدروكربونات سيكون لها تأثير على خفض الأسعار وستضرّ بروسيا ، التي ستشهد مداخيلها المالية تنخفض من ناحية، والدول التي تساعد أوكرانيا في حربها ستتعافى بفضل إمدادات الغاز البحر الأبيض المتوسط ​​والنفط الإيراني.

هناك مبرر آخر لتنازلات حزب الله يتعلق مرة أخرى بإيران، ولكن من وجهة نظر معاكسة تمامًا. ثمة ميليشيا إيرانية تشهد تأثر ولاية الفقيه بالاحتجاجات. والنظام يتصدع. ويمكن أن تتسارع هذه الظاهرة مع الشائعات عن صحة المرشد الأعلى. ويفضل حزب الله تأمين صفقة سيئة تمنحه مكاسب سياسية في لبنان، مثل اختيار الرئيس المقبل الذي يمنح الميليشيات ضمانات لمدة 6 سنوات.

وهناك مبرر أكثر براغماتية يتعلق بفساد الطبقة السياسية التي تحكم وتوفر غطاءً لحزب الله والاحتلال الإيراني. ولقد رأينا قدرتها على إهدار المال العام وإفساد دولة بأكملها وسكانها.

لكن الأمر الوحيد المؤكد ، أن المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً هي منطقة زلزالية، وأن زلزالاً يمكن أن يحدث في أي وقت سواء في روسيا أو إيران، وأن تسونامي يمكن أن يدمرنا ، خصوصاً أن الجميع مشتت الانتباه برغبتنا في مناقشة أي رئيس نريد ولأي جمهورية ، متناسين أن لبنان تحت الاحتلال الإيراني. وأن أي رئيس يتم تعيينه في ظل الظروف الحالية يجب أن يرضي حزب الله ويقدم أوراق اعتماده لإيران ، رغم كل النوايا الحسنة لمن يزعمون معارضة حزب الله ، بعدما انتخبوا ميشال عون أو تعاونوا معه من دون أن يعبّروا عن أدنى ندم، وأدنى اعتذار للبنانيّين.

* Stories are edited and translated by Info3 *
Non info3 articles reflect solely the opinion of the author or original source and do not necessarily reflect the views of Info3