بحث علمي يشير إلى دور مضادات الأكسدة الموجودة في العسل في معالجة الحساسية الموسميّة
أفادت أحدث الدراسات إلى ان لخصائص العسل فوائد في علاج الحساسيّة الموسميّة. وقد أكّد البعض أن العسل يمكن أن يخفف من أعراض حمى القش وهي الحساسية الموسمية.
في التفاصيل، أظهرت الأبحاث الحديثة حول قدرة العسل على تخفيف أعراض الحساسيّة الموسميّة أي حمى القش عن نتائج مثيرة للاهتمام.
أهمّها، قدرة العسل على العمل كشكل من أشكال العلاج المناعي؛ هي استراتيجية علاجية ترمي إلى تعديل استجابة الجهاز المناعي لمسببات الحساسية.
عن طريق هذه الاستراتيجية العلاجية يعرّض الجهاز المناعي لجرعات متزايدة بشكل تدريجي من مسببات الحساسية، على سبيل المثال، حبوب اللقاح، طبعاً بطريقة خاضعة للرقابة؛ مما يساعد في إزالة حساسية الجهاز المناعي بمرور الوقت، وبالتالي يقلل من فرط الحساسية ومن ردود الفعل التحسسية. وذلك وفق ما ذكر موقع «the conversation» العلمي.
أمّا بالنسبة لحمّى القش، فأظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا العسل المحلي يوميًا لمدة أربعة أسابيع إلى جانب أقراص الحساسية لديهم تحسن كبير في أعراض حمى القش مقارنة بأولئك الذين تناولوا أقراص الحساسية فقط. وبالتالي، تعتبر خصائص العسل المضادة للالتهابات ذات أهمية كبيرة عندما يتعلق الأمر بحمى القش.
في هذا السياق، يحتوي العسل على مركبات نشطة بيولوجيًا متنوّعة، من ضمنها، مركبات الفلافونويد والأحماض الفينولية، والتي لها تأثيرات مضادة للالتهابات. وتعمل هذه المركبات عن طريق منع الالتهابات في الجسم، ما قد يساعد في تقليل العديد من الأعراض الناجمة عن رد الفعل التحسسي.
نذكر أن العسل يحتوي أيضًا على مجموعة غنية من مضادات الأكسدة، مثل البوليفينول. حيث تعمل مضادات الأكسدة هذه على التخلص من الجذور الحرة الضارة وهي جزيئات غير مستقرة قد تتسبب بالضرر في بالخلايا وتسبب الالتهاب. ومن خلال تحييد الجذور الحرة، قد يساعد العسل في حماية الخلايا والأنسجة من التلف، ما يقلل من أعراض الحساسية. ويحتوي العسل أيضًا على خصائص البريبايوتك، والتي قد تفسر أيضًا إمكاناته في إدارة أعراض حمى القش. نفيد بالذكر أن البريبايوتك هي مواد تعزز نمو ونشاط بكتيريا الأمعاء المفيدة، ما يعزز صحة الأمعاء. وتشير الدراسات إلى أن خصائص البريبايوتيك الموجودة في العسل قد تغير تكوين ووظيفة الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء.
والتي هي ضرورية للحفاظ على نظام مناعة متوازن ومنع الاستجابات المناعية الشاذة بما في ذلك ردود الفعل التحسسية. ولكن نذكر ان أحياناً، قد يؤثر العسل بشكل غير مباشر على مدى شدة تفاعلنا مع حبوب اللقاح الموسمية.
ولعلّنا أن ننوّه إلى أن إنتاج العسل لا يتمّ على حد سواء. فقد يؤثر مصدره وكيفية معالجته على إمكاناته العلاجية. وغالبًا ما يتم تفضيل العسل الخام، الذي يخضع للحد الأدنى من المعالجة ويحتفظ بالمزيد من مركباته الطبيعية، لفوائده الصحية المحتملة. فالعسل يمكن أن يختلف من حيث التكوين نظراً لاختلاف أنواع النباتات التي يقصدها النحل.
للتوضيح، قد يحتوي العسل أحادي الزهرة، المشتق بشكل أساسي من رحيق نوع نباتي واحد، على مركبات معيّنة توفر مزايا علاجية مقارنة بالأصناف متعددة الأزهار، المشتقة من أنواع نباتية متعددة.
في هذا السياق، توصي الأبحاث بتناول 1 غرام من العسل لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا حتى يكون له منفعة؛ كما توصي الدراسات أيضًا بتناول العسل قبل موسم حمى القش وطواله للحصول على أقصى استفادة من الأعراض.
بالمقابل، من المهم التنويه لإلى أن العسل قد لا يكون مناسبًا للجميع. لذا يجب ألا يتناول الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد العسل بسبب خطر التسمم الغذائي، وهو مرض نادر ولكنه خطير. كما انه يجب على الأشخاص الذين يعانون من حمى القش الشديدة أو الربو التحدث مع طبيبهم قبل استخدام العسل، لأن ردود الفعل التحسسية تجاه منتجات النحل يمكن أن تكون شديدة.
بالإضافة إلى ذلك، وإلى جانب ما يظهره العسل من نتائج واعدة في إدارة أعراض حمى القش، إلا أنه يجب أن يكمل العلاجات التقليدية التي يصفها طبيبك بدلاً من استبدالها، لأنه قد لا يعمل بشكل جيد على قدم المساواة مع الجميع. فإذا كنت تعاني من أعراض حادة لحمى القش، فمن غير المرجح أن يوفر العسل راحة كافية.
