مشروع "نيوم" السعودي العملاق يسعى إلى استقطاب مستثمرين صينيين
أُجريت جولةٌ في الصين بواسطة القيّمين على مشروع نيوم الذي تقوم المملكة العربية السعودية ببنائه في صحرائها المطلة على البحر الأحمر، بهدف جذب المستثمرين، إذ قدموا خططاً ضخمة للمشروع الباهظ التكلفة دون توضيحات كافية حول قابلية نجاحه.
تتضمن التفاصيل الخطط الضخمة لمشروع نيوم الذي أُطلق عام 2017 من قبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ويصل تكلفته إلى 500 مليار دولار. يهدف المشروع إلى تحويل الصحراء إلى مدينة مستقبلية مبتكرة تعمل بنسبة 100% بالطاقة المتجددة، وتكون نموذجاً للحياة المستدامة والازدهار. تشمل المشاريع العصرية في نيوم مشروعات مثل ذا لاين، أوكساچون، وتروجينا، وسندالة.
بعد زيارتهم لبكين وشنغهاي، قدم القيّمون عرضاً مذهلاً في هونغ كونغ لخطط نيوم أمام المستثمرين المحتملين. وأكد المدير التنفيذي للتخطيط العمراني لدى نيوم أن الشركة تسعى لتحقيق توازن بين حماية الطبيعة وقابلية الإنسان على العيش والازدهار الاقتصادي.
ومع ذلك، لقي المشروع استقبالاً محايداً إلى حد ما في حفل الاستقبال المخصص له. فعلى الرغم من أن المشروع يطمح إلى استقطاب مليونين ونصف المليون نسمة بحلول عام 2045، يثير مبنى "ذا لاين" برأي بعض الأشخاص الاحتمالات المثيرة للجدل. فبالرغم من تصميمه المبتكر، إلا أن بعض الأشخاص يرونه كعزلة عن العالم الخارجي.
وبغية جذب المستثمرين، قام القائمون على مشروع نيوم بجولات في أوروبا والولايات المتحدة. يأتي هذا المشروع ضمن خطة إصلاحات طموحة تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة المعتمد على النفط، وهو جزء من رؤية 2030 التي تهدف لمستقبل ما بعد الوقود الأحفوري.
وقد رجّح كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية في واشنطن روبرت موغيلنيكي أن تمنح الأولوية للمشاريع المرتبطة بأحداث معيّنة.
وقال إن "السعوديين لن يتمكنوا من التحرك بسرعة مائة ميل في الساعة في كافة الاتجاهات في مجال التنمية إلى أجل غير مسمّى"، موضحًا أنهم يحتاجون إلى نمو ثابت ومستدام للاستثمار الأجنبي من مختلف القطاعات. واعتبر أن "ليس سرًّا أنهم لم ينجحوا في ذلك بعد".
على الرغم من التحديات التي قد تواجه مشروع نيوم، إلا أنه يبقى مبادرة طموحة قد تغير من توجه الاقتصاد السعودي نحو المستقبل.
