النظام الغذائي لِشعوب بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط يقلّل خطر الإصابة بمرض الزهايمر

مرض الزهايمر واحدٌ من الأسباب الأكثر شيوعًا للخرف بين كبار السن، ويُصنف حاليًا في المرتبة السادسة كسبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة حيث يعاني منه أكثر من 55 مليون شخص في العالم، مع ما يقدر بنحو 10 ملايين حالة جديدة كل عام.

وفي حين لا يزال العلماء يجهلون المسببات الرئيسية المباشرة للمرض، ربط بعض الباحثين بين النظام الغذائي المتبع في الدول المطلة على البحر المتوسط ومنها الدول العربية، والتقليل من خطر الإصابة بالزهايمر.

ووجدت دراسة أعدها باحثون من جامعة “Rush” الأميركية، نشرت مؤخراً في مجلة Neurology، أن اتباع حمية “مايند” (Mind) أو حمية “البحر الأبيض المتوسط” (Mediterranean diet) قد يقلل خطر الإصابة بالمرض.

فقد أظهرت الأبحاث السابقة أنّ لمرض الزهايمر تأثير مباشر على نوعين من البروتين في الدماغ يتأثران بالنظام الغذائي.

ويركّز نظام "البحر الأبيض المتوسط" الغذائي على تناول أطعمة تتضمن الفواكه والخضراوات والبقوليات وكل أنواع الحبوب، إضافةً إلى زيت الزيتون والمكسرات، وكميات معتدلة من الدواجن والمأكولات البحرية.

ولقد اعتمدت الدراسة الآنف ذكرها على ملاحظة ومتابعة الأشخاص من وقت التحاقهم بالمدرسة حتى وفاتهم، إذ حصل فريق البحث على معلومات حول ما يأكله هؤلاء الأشخاص، ثم قاموا بتقييم مرض الزهايمر وتأثيراته في الدماغ بينهم.

وعند التحليل، وجد الفريق ارتباطاً بين اتباع الحمية وتوفر عدد أقل من لويحات وتشابكات مرض الزهايمر.

وأتت هذه النتائج مشجعة وليست مفاجئة، فالتحسن في النظام الغذائي للناس في منطقة واحدة فقط مثل تناول أكثر من ست حصص من الخضار الورقية في الأسبوع، أو عدم تناول الأطعمة المقلية كان مرتبطاً بعدد أقل من لويحات الأميلويد في المخ والتي ترتبط بمرض الزهايمر.

ويخطط القائمون على الدراسة لإجراء المزيد من البحوث في الآليات المحتملة الأخرى التي قد يكون للنظام الغذائي من خلالها تأثير وقائي على الدماغ، عبر فحص علاقته بالأوعية الدموية الدماغية والأمراض الأخرى، والتصوير العصبي التفصيلي، والمؤشرات الحيوية العصبية للبلازما.